الأربعاء، 27 مارس 2013

برهان العلّة الأول على وجود الله


العربية: لفظ الجلالة "الله" للدلالة ...

  انّ جدليّة العلّة الأولى  أو البرهان الكونى تستند على أنّ وجود الكون لابدّ وأن تكون له بداية وتلك البداية تستلزم بدورها مُبدئ وهو هُنا الله عز وجلّ.. فالأحداث الكونيّة  ، طبقاً لذلك البرهان الكونى، تتآلف من سلسلة من العلل والمعلولات  الممتدّة فى الزمان. وكل حدث هو معلولُ لما قبله وفى ذات الوقت علّة لما بعده ، وهكذا تجرى السلسلة، سلسلة العلل والمعلولات. غيّر أنّنا لورجعنا بتلك السلسلة الى الوراء فى الزمن، فانّنا لابد أنّ نعترف أنّ عقولنا لا تُطيق لانهائيّة تلك السلسلة من العلل والمعلولات  فهى لابد أنّ تنتهى بعلّة أُولى وحيّدة غير معلولة بغيّرها، وهو الله  خالق الكون وعلته الأولى. فنحن برجوعنا مع سلسلة العلل والمعلولات الى الوراء فى الزمن، نجد أنفسنا  بين احتمالين ، أولهما هو أنّ ليس للكون بداية وأنّ سلسلة العلل والمعلولات تتابع الى مالانهاية، وذلك مُحال، يرفضه العقل. الأحتمال الثانى وهو أنّ للكون بداية وهو يعنى أنّ هُناك وسيط خارجه أبدائه أىّ أعطاه البداية ، وهو هُنا الله خالق الكون. انّ الكون لايُمكن أنّ يكون قديم قدم الله بحالَ من الأحوال كما كان يزعم الفلاسفة ، ابن سينا وابن رشد وغيرهم؛ ذلك لأنّ امتداد الزمن فى الماضى ولانهائيته غير معقول وهوخُلفُ مُحال.، اذ لو افترضنا لانهائيّة الزمن الماضى ، فكيف وصلنا اذن للّحظة الحاضرة؟!..انّنى لو ادعيتُ انّنى يُمكننى العدّ تنازلياً من مالانهاية سلباً، اشارة الى الماضى السالب، ووصولى الى العدد "صفر" ، اشارةً الى الحاضر، فلا يُمكن لاحدِ مهما أُتى من ملكة الخيال أنُ يتصور ذلك. فكيف لى أن أنتقل من مالانهاية وأتخطاها لأصل الى اللحظّة الحاضرة؟!  فطالما أنّ للكون أحداث يجرى عليها الزمان وتتغير فلا سرمديّة اذن للكون باحداثه. التغير يأبى صفة الدوام والسرمديّة. اذ لو كان الكون قديم أزلى ، ما طرأ عليه تغيّر لأنّ التغير يتضمن الصيرورةbecoming  والصيرورةتتضمن الانتقال من الوجود الى العدم ومن العدم الى الوجود وذلك يستلزم بالضرورة مُحدث للصيرورة الذى هو بالفعل خارج الزمان وسرمدى ولايتغيّر، وهو الله مُنشئ الكون. وذلك ما أكدّه العلم فى أنّ للكون بداية حيثّ أنّه بدأ من ذرة صغيرة طبقاً لنظريّة "الانفجار الأعظم ". اذن،  العقل المحض والعلم يقولان بأنّ للكون بداية، وهنا نبدأ فى التساؤل الثانى: هل  هناك من أبدأ الكون أمّ أنّه بدأ من لا شيّئ ؟. القاعدة العقليّة تقول أنّ لا شيئ يبدأ من لا شيّئ  وهذا ما يوؤكدّه قانون بقاء الطاقة فهى لاتنشأ ولا تُستحدث من عدم.  اذن ، فليس أما منا الّا أنّ نُقرّ بأنّ هُناك من أخرج الكون من العدم. هذا الذى أخرج الكون من العدم لايُمكن أنّ يكون زما نياّ تجرى عليه أحكام الزمان والّا رجعنا مرّة ثانية الى لا نهائيّة العلل والمعلولات وهو خلُفُ مُحال كما قلنا. فالله أبدى أزلى ليس له بداية ولا نهاية هو خالق الزمان والمكان ومُتعالى عليّهُما. 

Enhanced by Zemanta

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق