الجمعة، 9 نوفمبر 2012

ماذا تعرف عن نظريّة الجمال؟

"هى القدرة الهائلة على تجشم العناء" ذلك ما قاله توماس كارليل عن العبقرية ، وهى تنطبق تمام الآ نطباق على نيوتن فهو قد قال عن نفسه ان قصة التفاحة التى سقطت فوق رأسه وأ لهمته نظريته فى الجاذبية لم تكن واقعية وا نما كد ذهنه سنين طويلة حتى فض مغاليق الفلك والأجرام السماوية.ويقال أنه ظل يعدل نظريته عشرات السنين وذلك بسب الحساب الخطأ لنصف قطر االأرض,وأخيرا توصل الى قوانينه الأربعةالتى تحكم حركة الأشياء كبرت او صغرت.

القانون الأول:

"الأجسام الساكنة تظل ساكنة والمتحركة تظل متحركة الى ما لا نهاية فى خط مستقيم وسرعة منتظمة ما لم يمارس عليه جسم أخر قوة فيغير من سرعتها أو اتجاهها".

لقد غير نيوتن من معتقداتنا عن الحركة,فأرسطو Aristotle اعتقد فى الأ خلاط الأربعة Four Temperaments وهى التراب والماء والهواء والدخان, فالدخان مثلا شبيه بالهواء لذا فهو يصعد اليه. وأيضا ظل الفزيائىون يعتقدون أن السكون هو أصل الأشياء ,فالجرم المتحرك سيتوقف لامحالة اذا لم تستمر قوة فى دفعه.ولكن نيوتن نظر بأن الساكن سيظل ساكن وذلك بفعل قوة تؤثر عليه وهى قوة القصور الذاتى (Force of Inertia) وهى أن الجسم يميل الى الأحتفاظ بحالته التى هو عليها سكونا كانت او حركة وهو قاصر عن تغير حالته بذاته بل فى حاجة الى خارج عنه ليغيرها وهو يقاوم التغير.انت تندفع الى الأمام عندما تبطئ السيارة لتحافظ على سرتك الأولى.وكلما زادت كمية الكتلة فى المادة وهى الذرات المتراصة جنبا الى جنب ,زاد القصور الذاتى. ...لنفترض أن جسما ساكنا أثرت عليه قوة , تلك القوة تكون قد أكسبته عجلة لأنه هو كانت له سرعة مقدارها صفر و اتجاه صفر أيضا,اذن عندما تعمل قوة ما على جسم ما فهى تكسبه عجلة Acceleration و اتجاه Direction.

القانون الثانى :

"عجلة أى جرم رهن بمقدار واتجاه القوة المؤثرة فيه وكتلة ذلك الجرم ، وذلك مشاهد وملموس فى الطبيعة . 

القانون الثالث:

أما القانون الثالث فهو أن لكل فعل رد فعل مساوى له فى القوة ومُضاد له فى الإتجاه "for every action, there is an equal and opposite reaction ,equal in force and opposite in direction .لنفرض أنك قذفت كرة فى حائط ، ماذا يجرى ؟ .ستجد أن الكرة ارتدت إليك بنفس القوة وى اتجاهك ، ولكن لنفترض أن نفس الكرة قمت بقذفها بنفس القوة من نفس المسافة ولكن ضد سجف من قماش ،/ ماذا يحدث ؟ستجد أن الكرة أخذت الستارة مسافة معينة إلى الوراء ثم سقطت على الأرض ؛ ونفسر ذلك بأن هناك قوتين غير متوازنتين unbalanced forces وهلتى غيرت من اتجاه وسرعة السجف هى القوة الأكبر ، وقد مارست الجف قوة أكبر ....أنت تمشى على الأرض فتضغط عليها بقوة الى أسفل وهى تضغط عليك بقوة إلى أعلى ، ولو لميكن ذلك لما مشيت خطوة ؛ القوتين متساويتين ومتعاكستين فى الأتجاه .
القانون الرابع :
وهو ينص على بقاء الطاقة أو الحركة وهو أن " المادة لا تفنى ولا تستحدث من عدم " وهو أيضاً يسمى "قانون بقاء الحركة the conservation of angular momentum ، فمثلاً عندما تبطئ حركة الرض بسب المد والجزر واحتكاك المياه فى قيعان المحيطات ، فإن القمر يتر اجع مُتباعداً عن الأرض ليحتفظ بنفس المقدار من الحركة وهذا مايسبب طول اليوم ..والحركة حياة ، والحركة دليل حسى على وجود الحياة ، والأصل فى الأشياء الحركة .أنت لا تجد حجراً يتحرك بذاته وذلك لأن ليس فيه حيا ة ، أقصد الحياة التى نعرفها نحن بنى البشر ، غير أنه يتحرك داخل نفسه ، ذراته تتحرك ، إذن فيه درجة من درجات الحياة ، وذلك أثبته العلم .وقديماً قال الفيلسوف والرياضى الألمانى ليبينز ، أن كل الأشياء تتكون من وحدات جوهرية غير قابلة للإنقسام indivisible monads والله ، جلّ أن يُدعى شيئاً إذ هو رب الأشياء ، هو الحدة العظمى Supreme Monad الذى له القدرة المطلقة على إفناء باقى الوحدات ، أما كل الأشياء ماعدا الله فهى وحدات monads غير قابلة للإنقسام غير ان ،طبقاً لليبنز ،جوهرها مادى material essence . هذه الأطروحة فى فلسفة ليبنز قد أعضلت الفلاسفة بعده إذ أن الجوهر غير الروحى غير المادى غير القابل للإنقسام مهما تكاثر لا يؤدى إلى جوهر مادى قابل للإنقسام .إلا أن خيال ليبنز أتاح له أن يتصور أن نهاية الماديات بعد ملايين الإنقسمات ستؤدى لا محالة إلى جوهر روحى spiritual غير قابل للإنقسام .فما الماديات إلا روحيات تكاثرت وتكثفت ، فهذا الحجر ، مثلاً، ما هو إلا ذرات مادية مؤلفة من نواة وبروتونات ونيترونات التى ما هى إلا إشعاعات و الإشعاع حركة والحركة غير مادية .

يقول ليبينز أن الجمادات the inanimate بها حياة ولكن قليلة الدرجة ، فكما أن الحياة أو درجة الوعى degree of consciousness تتدرج فى الإنسان نفسه فهى تتدرج فى الجمادات والحيوان والأنسان ، فالإنسان يكون على أعلى درجة من الوعى والفكر أو الوعى أو الأدراك فى اليقظة ، فأنا الأن مثلاً ، على وعى بما أفعله ، فأنا أكتب عن الوعى وأُفكر وأمسك بالقلم وهكذا من الفعال الواعية ، وكما قال ديكارت : أنا أفكر ،إذن أنا موجود I'm thinking ; therefore , I am ....أنا الأن فى أعلى درجة من الحياة ، أى الوعى ،لأننى أدرك الأشياء وأُدرك أننى أًدرك الأشياء .ثم إننى إذا غفوت غفوة خفيفة بحيث لا تُراودنى الأحلام ، فأنا قد أحادث من بجانبى على غير وعى ، ولكننى إذا نمتُ نوماً عميقاً وأخذتُ أحلم ، فهل أكون على درجة من الوعى والحياة أم قد سُلبا منى ؟...هُنا يُعارض ليبنز ديكارت ويقول : لو كان النائم الحالم على غير درجة من الوعى ولو ضعيفة ، فلما تُيقظه دقات جرس الكنيسة فى الثانية وليست الثانية عشرة ،مثلاً ؟فالذى يدل على أن الوعى ليس معدوماً وإنما موجود بدرجة طفيفة إفاقة النائم الحالم على دقات الجرس وإلّا لما أفاق مُطلقاً ، وإنما علا وعى النائم فى الساعة الثانية بدرجة تمكنه من إدراك صوت الجرس .إذن ، فالحيوان على درجة من الحياة ، من الوعى مثل تلك التى عند النائم .لذلك ليبينز يسمى الأنسان وحدة فكرية spiritual monad والحيوان وحدة روحية soul monad أما الأنسان روح أو حركة زاد عليها الإدراك فأصبحت spirit اما الحيوان فهو حركة دون إدرك الأنسان .إذن دليل الحياة الحركة ، دليل الوعى الحركة وهذا مشاهد فى الحسيات.أما دليله فى المعنويات هو قولك عن الفتاة الجذابة شكلاً المنفرة طبعاً وحياة" أنها ثقيلة الدم "وعن الأخرى المليئة بالمراح والحياة Lively " أنها خفيفة الدم "، أو روحها خفيفة "

فالفتاة قد تكون جميلة ولكن جمال كجمال التمثال الرخامى البارد ، أى ليس فيها حركة حياة .فهى قد تتحرك حركة حسية مُشاهدة ملموسة التى دليلُها انتقال الأقدام ، ولكن حياة الروح قُوامها " حركة الروح او بالأحرى ، حركة الوعى " والتى دليلُها الممازحة والأنتقال من فكرة لإخرى بذكاء وسلاسة ودون إعاقة حركة الفكر وهى هنا تسلط الأفكار ."وخفةُ الروح " بالتعبير الدارج هو دليلُ على إحساسنا وإحساس العوام –ولو لم نستشعره- بأن أصل الحياة ، بما فيها حياة المعانى والمعنويات ، هى الحركة ، خفة الأنتقال بالوعى من فكرة إلى أُخرى بسلاسة ...إذن فمقياس الجمال هو الحياة و مقياس الحياة هو حرية الحركة بدون قيود سواء قيود حسية أو معنوية ...قال المرحوم سيد قطب شهيد الأسلام :


أخى أنت حرُ وراء السدود *** أخى أنت حرُ بتلك القيود
إذا كنت بالله مستعصماً*** فماذا يضيرُك كيد اليهود

قال العقاد أيضاً فوق ضريح سعد زغلول بعد خروجه من السجن :

وأعظم بها حُريةً زيد قدرُها *** لدن فُقدت أو قيل فى السجن تُفقدُ

وما أقعدت لى ظُلمةُ السجن عزمةً*** فما كلُ ليلِ حين يغشاك مُرقدُ
وما غيبتنى ظُلمةُ السجن عن سنى ***من الرأى يتلو فرقد اً منه فرقدُ
وكنت جنين السجن تسعةُ أشهرٍ*** وهاأنا ذا فى ساحة الخُلد اأولدُ
عِداتى وصحبى لا اختلافُ عليهما *** سيعهدنى كُلٌ كما كان يُعهدُ

هذه القصيدة من القصائد التى أعتزُ بها وأُحبُها ..العقاد كان حُراً فى القيود ، لا بل زادت قيمة حُريته حينما اعتقد غيره من أنصاف المثقفين والمجاهدين فى سبيل التحرر الوطنى أنها ستتلاشى بانخفاض صوت العقاد فى المُطالبة بالحق وتراجعه عن القضية بأسرها ...لا يمكن لك أو لغيرك أن تُثبت حُريتك فى الفراغ ، أى بدون مُقاومة ..أنت تعتقد أنك حر الفكر حتى تصطدم بما يُنافى تلك الحُرية ،فإما أن تُثبتها بالإصرار عليها أو تنفيها بالتخلى عما تعتقد أنه هو الحق ...رحم الله العقاد ، ماأدق تعبيره !..حُرية العقاد الحسية قد فُقد ت وهذا حقٌ ولكنه لم يفقد حرية المعانى مُطلقاً...إذن ، فهناك حُرية الحركة الحسيّة والتى قد تفقدها فلا يجب أن تأسى عليها ؛لأنها ليست بذات أهمية على وجه التحقيق .وهناك حرية الفكر ،المعانى ،الضمير وهذه لا يجب أن يفقدها المرء إذ أنها هى العزاء والخلاص له ...أنا أعتقد أن القيود الحقيقية هى القيود المعنوية وهى التى قد تُقيّد الأنسان حركياً...أنظر إلى القرون الوسطى وكيف أن القساوسة قد بسطوا سلطانهم على ضمائر الناس وأفكارهم ...إن مشعوزاً كان يُوحى إلى عوام الناس بأن روحاً تتلبسه ، فيتوهم العامى منهم ذلك فيأتى بحركات لا إرادية ويُصدّق ادعاء المُدّعى ، وأيضاً قد يتمكن المشعوز من تقييد قدميه بالإيحاء...كل هذا يحدث بسب القيْد الفكرى ، فقد قيّد هذا العامى وغيره وعيه وأفكاره بفكر ذلك المشعوز ، ذلك القيد قيدُ معنوى أفضى إلى قيدِ حسى ضُرب على الأقدام ...أوربا فى القرونت الوسطى كانت تسمى بالقرون المُظلمة Dark Ages ،ذلك لأنها كانت مُظلمة معنوياً ، وحينما انقشع الظلام الفكرى المعنوى وأصبحت الأفكار حُرة طليقة انقشع أيضاً الظلام الحسى فجاء المصباح الكهربائى مثلاً....إذن الجمال فى المعانى هو حرية حركة الفكر ....كذلك أيضاً الجمال فى الأجسام ، فجسم الفتاة أو الفتى الجميل هو الجسم الحرُ والحرية هنا تعنى حُرية آداء الأعضاء ، كل الأعضاء ،بوظيفتها الموكلة إليها آداءاً كاملاً، وهذا لا يكون إلّا إذا كانت الأعضاء لا تُقيّد بعضها بعضاً لأن القيدُ ثقلُ والثُقل يُنافى حُرية الحركة فى آداء الوظيفة ....فمثلاً ، ردفا الفتاة الممتلئان جميلان لأن ذلك يدل على اتساع عظام الحوض لديها مما يجمُل بآداء الوظيفة وهى الحمل ، أما إذا صغُرا وتسطحا ، فإنه يدل على صغر عظام الحوض وهو مما يؤذى الجنين.

إذن ،الجسم الحُر هو الذى كل أعضاءه تؤدى وظائفها الموكلة إليها بتمام دون أن تعوق حُرية آداء الأعضاء الأخرى...وهذا يتناغم مع ما قاله الفيتسوف الإنجليزى هيوم بأن الجمال فى الأشياء هو الذى يُشعرك بالراحة والإنبساط easiness عندما تنظر إليه ، وكلُ جسم يولّد لديك التراخى relaxation هو جميل وعلى النقيض، فكلُ جسم يُشعرُك بالإنقباض والقلق worry and uneasiness هو غير جميل ودرجته فى الجمال تقل تبعاً لذلك .عمود البيت المُدبب فى أعلاه بحيث تكون قاعدته أعرض منه جميل لأنه يثشعرك بالإنبساط لأنه يُلائم الوظيفة ، وإذا كان تركيبه على النقيض من ذلك ، فهو غير جميل لأنه يُشعرك بالخطر ، خطر السقوط لأن بنائه لا يُلائم وظيفته..

البوذية فى الصين

البوذية فلسفة هندية وقد انتقلت إلى الصين عن طريق رجلُ ناسك يُدعى "بوذادارما" الذى رحل إلى الصين بتعاليم بوذا ، ويقال أنه جلس يتأمل فى مقابلة جدار غرفته لمدة سبع سنوات حتى وصل إلى مرحلة النرفانا Nirvana والفارق بين الفلسفة البوذية الهندية والأخرى الصينية أن الأخيرة عملية نظراً لإنطباعها بطابع الصين العملى الأجتماعى .فليست البوذية الصينية مجرد تأمل داخل المعابد وفقط ، لا بل هى فلسفة حياة تدعو إلى التأمل الدقيق والميتافيزيقى فى معاملات الحياة اليومية.وبوذية بوذادارما تُسمى "الزنZen وهى كلمة معناها الحرفى "التأمل"وهو يُعد المعلم الصينى الأول والمعلم الثامن والعشرون فى تسلسل يمتد إلى بوذا التاريخى.ولنعرض للفلسفة الصينية سريعاً ، نقول أن الصين كان يحكمها قبل ألفى عام قبل الميلاد أسرة يُقال لها تشانج ،ثم تعرضت لغزو على يد قبائل فى أسيا تُدعى تشو وقلبت نظام الحكم إلى الإقطاع فحدث فساداً كبيراً فى الأخلاق الإ جتماعية والإنسانية للصينيين.على هذا الوضع جاء كونفشيوس متزامناً مع فيلسوف الطاوية لاوتسوLao Tzu أو يسبقه بقليل.وفلسفة الأول فلسفة اجتماعية فى المقام الأول ترمى إلى إصلاح أخلاق الناس وهى تركز على البشر كأنهم موجودات مطلقة...وهذه النزعة الكنفوشسية تشبه النزعة الأنسانية Humanism فى أوربا إبان عصر النهضة حيث وضعت الأنسان وقواه المفكرة فى منزلة لا يتسامى إليها موجود سوى الخالق حيث آمنت بقدرات البشر على التقنين والتشريع لإنفسهم بمفردهم دون الجوء إلى وسيط خارجى ،إله، ليرشدهم إلى موضع الصواب والخطأ.ولقد عانى كنفوشيوس نفسه من سوء إدارة الحكومات الغازية وفداحة نهبها للبلاد؛لذا فقد أخذ يُنادى بإصلاح الحكومات والسلطات القائمة على ثروات الشعب. فلقد وجد أن مصدر مُعاناة الشعوب من السلطة الحاكمة كون الأخيرة تمارس الحكم بغير المبادئ الأخلاقية الجديرة بالإنسانية، فهو ينطلق من المبدء القائل " انجز للناس ماكنت حرياً أن تُنجزه لنفسك"... 

وعموماً هناك ثلاث نزعاتdoctrines أخذ بها الفلاسفة الصينيون ، لا بل كل شعوب الأرض تأخذ بإحداها ، وأولها النزعة الأنسانية Humanism وهى التى تُميز فلسفة كنفوشيوس الذى حين سأله أحد مُريديه عن العالم الأخر ، قال:لم نتفهم بعد العالم الأرضى الذى هو فى مُتناول أيدينا حتى نُدرك العالم الأخر.فهو فيلسوف إصلاحى يحاول إصلاح دُنيا الناس وليس البحث فى العالم الأخر.إذن ، فنزعة كونفشيوس إنسانية تحتفل بالإنسان وترى أنه موجود مُطلق يُمكن توجيه نفسه وليس فى حاجة إلى إله.وهناك النزعة الطبيعيةNaturalism التى يؤمن مُعتنقوها أنه ليس هناك أسمى من الطبيعة Nature ، فهو الوجود المطلق الإله وعلى البشر أن يوائموا بين سلوكهم وسلوك الطبيعة بحيث يكونا مٌتناغمين وذلك يعتمد على الكيفية التى تسلك بها الطبيعة.هذه النزعة ييقول بها الفيلسوف الصينى لاوتسو والهولاندى سبينوزا والألمانى هيجل.وهناك أيضاً النزعة فوق الطبيعية supernaturalism وهى التى يؤمن بها أصحاب الديانات السماوية الثلاثة اليهودية والمسيحية والأسلامية على اختلافهم فى تصورهم للإله السماوى.وهذه النزعة ترمى إلى وجود قوة مُطلقة أسمى من الأنسان وهو قد أبدع الأنسان والكون وعلى البشر أن يعلموا ويعملوا بالوحى الذى أوحاه إلى أنبياءه فهو مصدر التشريع للبشر لأنهم ،أى البشر،عاجزين عن التنبؤ بما يطرء من أحداث مُستقبلية فهم لذلك لا يصلحون للتشريع لإنفسهم.... 

لاوتسو والطاوية Lao Tzu and Taoism 

لقد عاصر لاوتسو الفيلسوف الصينى كنفوشيوس وعاصر المشكلات الأخلاقية وفساد السلطات الحاكمة والفساد الذى عانى منه الشعب الصينى من إقطاع واستبداد الطبقات الحاكمة.راح كنفوشيوس يُصلح المُجتمع ويُقيم إعوجاجه الأخلاقى بالمُنادة بالتمسك بالمبادئ الإنسانية التى يجدُر بها البشر كموجودات سامية مُطلقة ، فيُنادى بمبدئى الجين وهو ما يُسمى بالطيبة الأنسانية human heartedness ومبدأ اليانج فى المُعاملة المُجتمععية وخصوصاً عند الحُكام.أما لاوتسو، فقد رأى إصلاح إعوجاج المجتمع لا يمكن إلا من خلال الرجوع إلى المبادئ التى يسير عليها الكون أو الطبيعة فيتناغم سلوك البشر مع سلوك الطبيعة.وفلسفة لاوتسو تُسمى بالطاوية Taoism التى طرحها فى كتاب له يدعى "طريق التاو الأعظم Tao Tee Ch'ing" وهى ترمى إلى أن أخلاق البشر والسعادة الكُبرى والعالم المثالى لا يكون إلّا إذا اتحد تاو الإنسان وتاو الكون.ويقول لاوتسو بأن المذاهب الأخلاقية والنزعة الأنسانية ماظهرت إلّا لتُعبر عن تدهور فى الأنسانية وأخلاقها الذى نجم عن انفصال تاو الأنسان عن تاو الكون، والتاو كلمة صينية تعنى الطريق...وجدير بالذكر أن فلسفة الطاوية قد سبقت فلسفة هيجل الأامانى فى صراع الأضداد the struggle of opposites ...وفى هذه الفلسفة أيضاً شئ من التصوف فى الديانات السماوية المسيحية والأسلامية أو أن شيئاً فى الديانتين من الطاوية ، وايضاًفيها من فلسفة وحدة الوجود Pantheism عند سبينوزا...ولكن ما هو التاو الأعظم ؟...إن لاوتسويقول بعدم تصور أو إمكان إيجاد تعريف للمبدأ الأول لأشياء ، فهو غير موصوف أو مُتسم بسمة لتُعرّف. فقُصارى القول عنه أنه مُبدع الأشياء وليس هو الأشياء وهنا نقطة الفصل بين الطاوية ووحدةالوجود عند سبينوزالأن الأخير يقول بأن الله هو هو نفسه العالم بصفتيه الجوهريتين الإمتداد والوعى ، اما الطاوية فتقول بعدم إمكانية تصور التاو ..وهنا نقول أيضاً أن الطاوية سبقت هيجل إلى وجود الفكرة المطلقة The Absolute Idea وهى العدمnon-being ...وذلك أراه حق لأن هناك درجات للوجود، مجرد الوجود، فأعلى درجات الوجود التى نعرفها ،نحن بنى البشر،هو الوجود الواعى للإنسانthe human consciousness ،ثم وجود ما تحت الوعى subconscious ثم اللّاوعى the unconscious ثم الموت فينعدم الوجود الإنسانى وتلك صفات يتصف بها الوجود الإنسانى...ثم يأتى بعد ذلك الوجود الحيوانى بدرجاته، ثم وجود الجماد بدرجاته وهو وجود لاشكَ مُتصف بصفات طولية وعرضية وحجمية..الخ..ثم ماذا يمكن أن تتصور بعد انعدام الجماد بهذه الصفات ؟!.....وجود اللاوجود او وجود الوجود غير المتصف وهو ما نتصوره با"لعدم"...نعم إن العدم موجود ولكن وجوده غير مُتصف ؛لذلك لا يُمكن وصفه أو إدراكه ولا يُمكن أن تُشبه بشئ لأنه ليس مُتصفاً على الإطلاق ..انظر أمامك ،ماذا ترى ؟بيوت وأشجارونجوم وشموس غير متناهية ، حسناً،ماذا من الصفات تجمع كل هذه المواد ؟..ليس اللون ،فهو عَرض مُتغير ، ليس الملمس ، فهو مُتغير من شخص لإخر، وإنك لتختبر كل الصفات فلا تجد غير المقاومة كوصف مشترك بين سائر مواد الكون ...الماء مثلاً حينما يندفع بشدة فيُلقيك إلى الوراء يشترك مع الهواء مثلاً فى علة المقاومة..فأنت حينما تصطدم بالأشياء وتقاوم يدك حين دفعها تعلم معنى الإمتدادExtension وهذا الأمتداد هو مانسميه المكان وليس هو الفراغ أو الفضاءSpace ...تخيل انعدام هذا البيت الذى أمامك ،ثم انعدام الشمس ، ثم انعدام القمر ،ثم باقى مواد الكون...ماذا يتبقى ؟...أولاً قبل أن تُجيب ، هل يمكن أن تتصور انعدام الكون ،أو بمعنى آخر ،هل مجرد تصور انعدام مادة الكون يُعارض المنطق أو البديهيات؟هل هناك تعارض عقلى عند افتراض انعدام مادة الكون ؟..بالطبع لا ، ولكن هل يُمكن أن تتصور انعدام الفضاءSpace ؟ لا بالطبع ، لأن بعد انعدام المادة لا يتبقى سوى الفراغ ..العدم ..اللاوجود..المُطلق الأبدى الذى هو موجودُ على الدوام...الوجود المُطلق غير المحدود هو العدم ...هل يُمكن وصفه أو تعريفه؟! ...لا ..لا يمكن لأنه غير مُتصف...كل ماهُنالك أننا مُضطرين عقلياً للإعتراف بوجوده....هذا هو الوجود فى أبسط صوره، لذا فهو من البساطة بحيث لا يُمكن وصفه؛ إذ لغتُنا البشرية تعج بالأوصاف نظراً لتطابقها مع أشياء مُتصفة...وتتفق الفلسفتان الطاوية والهيجلية على تغلغل مبدأ الوجود وهو التاو فى الأشياء..فهو ليس الأشياء ولكنه يحوى الأشياء إذ وجوده سابق على ولازم لوجود الأشياء..تلك الفكرة المطلقة، طبقاً للفلسفتين، تطورت واتصفت على مر الدهور وارتقت(نظرية النشوء والإرتقاء Evolution theory) حتى تغلغلت فينا نحن البشر ...وتلك الفكرة المُطلقة أصبحت مدركة لوجودها من خلال البشر المتصفين بالوعى وخاصة من خلال هيجل نفسه لأنه هو أول من اكتشف تلك الفكرة !….يقول لاوتسو أن معرفة كيفية سلوك التاو الأعظم وتوحدنا مع مراده فينا يُتيح السعادة المثالية للجميع...عندما تنقلب الأشياء إلى أضدادها ،ذلك يعنى تغلغل مبدأ التاو فى الأشياء وهو التحول من النقيض إلى النقيض...النهار يُعقبه اليل والصيف الشتاء ، وهذا هو طريق الكون وعلى الأنسان أن يتناغم معه ويفهم سلوكه ولا يعارضه...فالإنسان عليه أن يلبس الثياب الثقيلة فى للشتاء ويستمتع به، والخفيفة فى الصيف ويستمتع به أيضاً...وينصح لاوتسو، كمصلح اجتماعى ،الحكام بعدم فرض قوانين أخلاقية صارمة متشددة مُلزمة للناس ؛ذلك لأنها ستخلف الكثير من أنماط السلوك غير الأخلاقية المُتسترة التى تعمل فى الخفاء فيكثر بذلك الفساد.وإنما عليه ترك الرعية تسلك على طريقتها الهادئة..."كلما زاد الشيئ عن حده انقلب إلى ضده" ذلك مبدأ آخر من مبادئ الفكرة المطلقة ، فالتاو العظيم قد أسرف فى الوجود لدرجة أنه أصبح غير موجود...والتاو العظيم بما أنه يتغلغل فى الأشياء ،فإنه قد يتغلغل فى البشر....فكلما ازداد تكبر وتغطرس انسان، أفضى به ذلك إلى الضعة والذلة..فالتاو كان موجوداً فى ذلك الإنسان بصفة التكبر والغطرسة ومعدوم فى نفس الآن بصفة الضغة والذلة، فتطور فيه التاو وانقلب إلى الضد.ذلك ،طبقاً لهيجل،طريق الفكرة المطلقة فى الإرتقاء وهى اتحاد الإضداد ، فالدولة تكون فى أوجها ثم تضمحل ، ثم إن علل الأوج والإضمحلال يندمجا فى دولة أخرى، فتخرج لنا دولة موجودة بصفة ثالثة thesis + antithesis= synthesis

يوميات عن المرأة

  من تعلق من المرأة بسبِ فقد تعلّق من الحياة بأسباب؛ فلا عجب إذن أنّ من يُحاول الإنتحار أو من يتشاءم أو من لا تتميّز عنده الحياة من الموت أن يكونوا من الذين عادوا المرأة أو لم يتصلوا بها.... 

  إنّ سلاح المرأة الأخير لإقناع الرجل بما تُريده الإغراءُ، فإذا فشلَ عادت وكأنها قد خسرت كل شيئ فى حياتها وأنها بلا قيمة.......... 

  إنّ المرأة تكتسب قيمتها سواء على المستوى الشخصى والعام من كونها أُماً قادرة على الإنجاب، ومهما بلغت من المناصب فإن قيمتها تتحدد بذلك. فالمرأة قيمتُها مُعلقة بالرجُل؛ فلا عجب أن نجد من ليس بالمتزوجات يتعرضن لكثيرِ من الإحباط والإكتئاب لفقد القيمة. أما قيمة الرجل فهى رهنٌ بذاته ولا تُستمد من المرأة؛ لذلك فالرجل قد يحيا بدون زواج ولا يشعُر بأدنى نقصٍ فيه.... 

 إن المرأة من الرجل كالقطرِ من الصحراء القفر المُجدبة التى أرهقتها جِدّيةُ الشمس واوحشت جنباتها عبوس الأجواء حولها، فإذا ما التقيا استحالت جهامتُها إلى بشرٍ وأمل، واستحالت جدّيّتها المُقفرة إلى مراحٍ وبشرٍ، او أنّ المرأة ليونةٌ ومرحٌ فى حياة الرجل المُقفرة المُجدبة.... 

 المرأة والرجل قُطبان مُتجاذبان لإختلاف طبيعتيهما. فالمرأة مُعظمُها ليونة ومراح وفكاهة، فهى تفتقر إلى الجِدّ والخشونة وهما فى الرجل.... 

 لا أستطيع أنّ أتصور الحياة بدون المرأة ، ليس فقط لأن الجنس البشرى سينقطع ،بل لأن جمال الدُنيا سيغيب.كيف لى أنّ أتصور حياة بلا ماء؟!! 

 من يتمردّ على علاقته بالمرأة فقد تمردَّ على ناموس من نواميس الطبيعة..... 

 العقاد أحبًّ المرأة وقدّسها ، فلما فُجع بخيانة من أحبها تحول من النقيض إلى النقيض ، فهو أخذها مأخذ الجد فأحبها وأخذها مأخذ الجِدّ فعادها.... 

 سلاح المرأة الذى لا يخيب هو خضوعها وضعفها امام الرجل ، وهو سر جمالها ايضاً، فكم من حروبٍ قد رُبحت او خُسرت بسب ضعف المرأة....

هل المسيّحيّة القائمة عقلانيّة؟

!!!هذا إلههم ، يُصلب ولا يُدافع نفسه؟مما نفرنى من المسيحية القائمة صعوبةُ مُعتقدها، فهو ليس فى مُتناول عامة المؤمنين به أومُتناول الفلاسفة، ففى الإيمان بهذا المُعتقد يتساوى الفيلسوف وراعى الغنم. فعليك أن تؤمن بأن الله مُثلث الأقانيم ، وإذا سألت" وما لأقنوم ؟ أُجيب عليك بأنهكلُ ما شخُص وليس له ظلٌ، فالله واحد بالعدد لأن ليس فيه ما يُغايره أى فى الجوهر، وهو أحدٌ أى ليس مركبٌ من أجزاء؛ إذ كلُ جٌزء فى حاجة إلى غيره وتصبح ذات الله فى حاجة وذلك مٌحال فى حق الله. الله الواحد الأحد مُثلث الأقانيم وهو نفسه الآب والأبن والروح القدس . والآب هنا ،هكذا يزعمون، أبوةٌ روحية، إذ الآب انبثقت عنه الفكرة وهى الأبن ، فالأبن كان منذ الأزل وقديم قدم الآب لأنه صفة من صفاته ومُحال على الله أن تكون صفاته مُحدتة، بل هى قديمة أزلية ، والأبن هو الكلمة ألقاها إلى مريم، والبنوة هنا، هكذا يواصل المُتفلسفون من النصارى زعمهم ،مجازية، كما تقول :"تلك الفكرة من بنات أفكارى" ، والكلمة لها أعمال تقوم بها وهى إيجاد الوجود، والروح القدس من صفاته الرحمة وتدعيم الكلمة التى تجسدت فى المسييح... وإذا رحت تسأل: كيف لذات واحدة تحوى ثلاث ذوات؟ّ!!...قيِل لك أنه ليس فى الأمر أى تناقض فهذا أمر يفوق العقل Over reasonأى غير مُتصور وليس يُضاد العقل Anti reason إذ لوكان ذلك لكنت إذأً فهمت الضدية أو موقع التضاد فيه. وهذا الجدل قديم قدم الفيلسوف الأنجليزى جون لوكJohn Lock فى مقاله له بعنوان معقولية الديانة المسيحيةThe Reasonableness of Christianity ، ثم إنّهم يقربون إليك ما لا يمكن تقريبه، فبقولون: كما فاض عن الشمس النور والحرارة فكذلك تكون ذات الله.. 

.وأعجب من ذلك قولُهم أنّ الله غير الّلاهوت، إذ الله هو الّلاهوت مُتعيّناً أى مُتصفاً فالله هو الآب و الأبن والروح القدس، والّلاهوت هو الجوهر الواحد بغير تعيُّن !!..والله هو موجود بل واجب الوجود إذ أنّ له ذات لابد أن تكون مُتصفة أو مُتعيّنة إذ غير المُتعيّن غير موجود.وتعيُّنات الله ،الآب والأبن والروح القدس ، قديمة قدم ذاته أى غير حادثة ولابد أنّ تكون عاملة منذُ الأزل ولعملها أثر إذ لو كانت غير عاملة ثم عملت لطرأ وحدث تغيُّر فى ذات الله وذلك مُحال فى حق الإله.يقول أفلاطون أنّ الله عادل والعدل وعدم الظلم فى التحليل الأخير البسيط يعنى انسجام ذات الله وبسطاتها وخلوّها من التناقض، ويقصد أفلاطون بذاك أن صفات الله كانت عاملة بينها وبين ذاتها وليس فى حاجة إلى خلق لتعمل .ويستشهد المسيحيون وخاصة من قرأ منهم القرآن الكريم بقوله تعالى ك"شهد الله أنّه لا إله إلّا هو والملائكة وأولو العلم قائماُ بالقسط"، ويقولون : هذا الدليل من قُرآنكم ، فالله، قبل وجود من يُجرى عليه صفاته، كانت صفاته عاملة بينها وبين ذاته ، فهو قد شهد لذاته وهذه تسمونها شهادة الذات للذات.أنتم يامُسلمون مابين اثنتين: إما أن تقولو أن الله لم تكن صفاته تعمل إلّا بعد أن خلق العالم فأجرى صفاته عليه، وعند ذلك تكونوا قد عطلتم صفاته ردحاً من الزمن طال أو قصُر وهذا مُحالٌ فى حق الإله الحق لأن ذلك يعنى أن الله طرا عليه تغير وهذا يُنافى كماله...أو أن تقولوا أنّ العالم قديمٌ قدم الله وأنّ الله قد أجرى صفاته عليه أزلاً فلسنا نحن فى حاجة لإفتراض وجود الكلمة الأزلية والروح القدس التى كانت تعمل مع ذات الله، ولكنّكم حينئذٍ تكونوا قد جعلتم الله ليس خالقاً للكون وأنه أزلى مع الله وهذا أيضاً يستحيل فى حق الإله الحق الكامل لأنّ ذلك شركٌ للعالم بالله...إذن ، لنخرج من هذه المُعضلة وجب ان نقول ان صفات الكمال فى الله كانت عاملة بين اذات والله ، فهناك نسبٌ وعلاقات بين الله وّاته ، فالله مارس أوجه كماله بينه وبين ذاته..وعندما نقول لهم :"أن العجز عن الإدراك إدراك والتفكير فى ذات الله إشراك وقد نُهينا أن نبحث فى ذات الله بل أن نتأمل فى صفاته فقط "، فإ نّهم يعترفون بصعوبة الموضوع وبعده عنا وأنّهم لا يُطالبون المسيحيين بالتفكير فى ذلك ولكنّهم يقولون أنّه هو الحق!!....وهذه هى السفسطة بعينها فكيف يعترفون بصعوبة البحث فى ذلك ثم أنُهم يؤمنون به؟! ، أنا أعتقد أنّه من الأولى لهم ، وأفصد رجال الّلاهوت المسيحى أن يتركوا السفسطة لأنّهم هم غير مُقتنعين بها ولا يُمكن للرجل العامى أنّ يدركها...كيف أنّ الكلمة تتجسد ؟! وكيف يسمح الله لذاته ،الكلمة ،أن تُصلب؟! هل كان لزاماً على الله وهو الكامل الكمال المطلق أن يرى دم ابنه حتى يُكفّر بنو آدم عن خطاياهم؟! ألم يستطع الله أن يعفو عن خطيئة آدم الأولى بدون كفارة دم المسييح؟!...مثل هذه القضايا لم اتطرق لها لأنّها معلومة الضلال لدى عوام الناس قبل المثقفين وهى جديرة أن تُسقط المسيحية القائمة بأسرها لو فكّر أهلُها أدنى تفكير، وإنّما تناولت فلسفتهم التى لا يمكن ادراكها والتيقن منها لا لأنها غير منطقية بل لأن موضوع البحث فى ذات الله فوق طاقة البشر وفوق إدراكهم ...وأقول أنّهم لجئوا إلى الفلسفة لأنّ دينهم ضعيف وغير منطقى بذاته فهم لذلك يلتمسون الدليل من الفلسفة التى ضلّت كثيراً .....أنا أتحدى أن يفهم العامة من المسيحين الفلسفة التى يُبرر بها الّلاهوتيون القول بالآب ولأبن والروح القدس كذات واحدة لله ، وأنا أتحدى أيضاً أن يفهم المسيحيون أن معنى البنوة مجازية وليست بنوة حقيقية...قال الله فى قضية خلق المسيح"إنّ مثل المسيح عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون".. هل خلقُ الله للمسييح أصعب عليه من خلقه لآدم؟! المنطق السليم يقول بأنّ الخلق من العدم أهون من الخلق من شيئٍ موجود ، والله خلق المسيح من أُمٍ دون ابٍ ليكون معجزة لليهود الذين لا يؤمنون إلّابالمادة لدرجة انّهم جسدوا الله وقالوا لموسى :"لن نؤمن لك حتى نرى الله جهراً"... جاء ميلاده مُعجزاُ وغيباً وحياته كلُها روحانيات وغيبٌ؛ فهو كان يُبرئ الأكمه بإذن الله ويُحيى الموتى بإذن الله وينبئهم بما يدخرون فى بيوتهم ...وفاته أيضاً كانت مُعجزةً وغيباً ذلك للأن الله أراد أن ينزع اليهود من ماديتهم الطاغية فأتى لهم بنبى حياته كلها كانت غيب وروحانيات ومعجزات .... 


ومن صعوبات المُعتقد المسيحى أيضاً أنّ حواء هى التى أغرت آدم بالأكل من الشجرة فهى أُسُ الشر ولذا فقد طُردت هى وآدم من الجنة ، فهى التى استمعت إلى وسوسة الشيطان، فهى بذلك صِنو الشيطان وسببه وأنّها ، أى الأكل من الشجرة ، هى الخطيئة التى جاء من أجلها المسيح المُخلص ابن الرب ،هكذا يزعمون،ليُصلب فداءاً وتكفيراً عن ذنوب البشر المتمثلة فى خطيئة آدم الأولى، هذا هو معتقدهم، بينما نحن نعتقد فى الإسلام أنّ الشيطان وسوس لكليهما ،قال تعالى:"وسوس لهما الشيطان"، وأيضاً" وأزلّهما الشيطان عما كانا فيه"، فالوسوسة كانت لكليهما وهما الإثنان ذاقا الشجرة فبدت لهما سؤاتهما .إذن لم يُحدد القرآن أنُ حواء هى االسبب ، ولو افترضنا جدلاً أنّها كذلك ،فإنّ الله قد غفر لآدم وحواء بل وجعله نبياً ورسولاً لأولاده وذلك بعد عرفان آدم بخطيئته وندمه عليها واستغفاره، ثم إنّ آدم أخطأ لأنّه نسى نهى الله له طبقاً لقول الله"و لقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسى ولم نجد له عزما" أى عزماً على المعصية وإصرارٍ ونيّة مُبيّته.هذا غير أنّ المسيحية تُحمّل آدم وذريته تبعات الخطيئة الأولى original sin ولنفترض أنّ آدم فعل الذنب ولنفترض أنّ الله لم يغفر له ، ما ذنب ذرية آدم بما فعل آدم؟! هل نحن ، بنى البشر، أعقل وأعدل من خالقنا حين لا نأخذ الأبن بجريرة الأب فى القانون الوضعى؟!...حاشا لله أن نكون كذلك ويكون هوكذلك!!..وهم يهربون من تلك الكذبة بسفسطة أكذب منها ويقولون أنّ ذرية آدم لم يرثوا الذنب نفسه بل ورثوا النزوع إلى الذنب أى الميل إلى الذنب ...هذه سفسطة ومغالطة لأن آدم أذنب والذنب لم يغفر ، لنفترض ذلك، وأنّ صفة آدم كمذنب قد لصقت به ،هل تتعدى هذه الصفة إلى ابناءه؟! أو هل يصلح أنّ تورث هذه الصفة الغير جسدية الى الابناء؟!....بالطبع وبالمنطق لا يصلح ، وعالمنا، بالقياس إليه ، يؤكد ذلك ، فأنت ترى اثر الوراثة البدنية من الآباء إلى الأبناء، ولكنّك ليس من اللا زم أن ترى صفة النجار تورث للإبن فيصير نجاراً أو أنّ الأب العاصى المُذنب المُسرف على نفسه بالضرورة يرث منه أبنه المعصية ، بل على النقيض فقد يكون من الأتقياء وعالم الدنيا يُصدّق ذلك. وهل الله العادل الكامل يُعاقب الإنسان منا لأنُه مال ونزع إلى الذنب؟!!هل يُحاسب القاضى الُمذنب لأنه مال إُلى السرقة أم لأنه سرق بالفعل؟ّ!! إذن من الإنصاف أن يتركنا الله فى الحياة الدنيا ولا يُحاسبنا على النزوع إلى االمعصية بل على إرتكاب المعصية ذاتها.... 

ومن تبعات هذا المعتقد الفاسد أنّ الإنسان يُولد وفى فطرته وطبيعته أنّه مذنب أصيل ضالع فى الذنب الذى لم يرتكبه هو ذاته بل ارتكبه اباه آدم، لذلك فهو يولد على غير الفطرة الأولى التى فطر الله عليهاآدم قبل الذوق من الشجرة المُحرمة، ولكن على النقيض من ذلك فإنّ عند نا فى الأسلام أنّ "كل مولود يولد على الفطرة ،فأبواه إما يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه".كلُ طفلٍ يولد يستحق جهنم يُخلد فيها إذا لم يُعمد على يد قس خاص بالتعميد، وكأنّ التعميد يمسح عنه كل الخطايا حتى لوارتكب فظائع بعد ذلك!!!!..وهذا الإجراء يدلنا أيضاً على مدى الكهنوت والوساطة التى بين العبد وربه وهى غير موجودة فى الإسلام على الإطلاق ،فلابد من التعميد على يد قسٍ خاص بالتعميد ، ولكن ما ذنب الطفل إذا لم يعمداه والداه؟! أيدخل النار لأنّ أبواه نسيا ذلك؟!!... ومن غير المعقولات التى تدلك على كهنوت المسيحية وتسلط رجال الدين على العوام أرواحاً وأجساداً ما يُسمى بالعشاء الربانى Eucharist الذى فيه يتمكن قسٌ خاص بهذه الشعيرة من تحويل الخبزbread والنبيذ ، wineوهما اللذان كان يتناولهما المسيح وحواريّوه فى العشاء الأخير، إلى جسد المسيح ودمه !!...هذه السخافة وأمثالها أدت بدارس اللاهوت فى أكسفورد فى القرون الوسطى فى انجلترا جون ويكليفJohn Wycliffe أن ينبذ كثيراً من تعاليم المسيحية بما فيها هذه السخافة التى تسخر من عقول البشر والتى جعلته ، وهو رجل دين متبحر فى اللاهوت ، ينبذ سلطة البابا ، بابا روما ، على الضمائر والأجساد، وشهّرَ أيضاً بما يُسمى بيع صكوك الغفرانsale of indulgences وكأنّ الجنة والنار حكراً على القساوسة دون العامة من الناس!!! جون ويكلف هذا عاش فى بداية القرن الرابع ،أى فى القرون الوسطى ،ومع ذلك لم يتراجع عن آراءه إلى أن طلب البابا استدعاءه فى روما فرفض لأن ليس هناك سلطان لروما على انجلترا، وحينما لجّ البابا فى طلبه ضاغطاً على حاكم انجلترا ، وافت المنية ويكليف دون أن يتراجع عن آراءه ، لذلك فهو يُعد من طليعة البروتستانت ممهداً الطريق لمارتن لوثر كينج.وأنا اعتقد أنّ تلك الأمور وغيرها من السخافات والشذوذات التى تُناقض الفطرة هى التى حوّلت معظم الفلاسفة والمُفكرين عن المسيحية إما إلى الإسلام أو إلى الإلحاد... 
Enhanced by Zemanta

فرويد ونظرية التحليل النفسى

لقد صاغ فرويد نظريته فى التحليل النفسى Psycho-analysis من مُلاحظته الإكلينيكية أثناء مُعالجته لمرضاه. رأى فرويد أن بوح المريض واستخلاص الحقائق المُتعلقة بتاريخ الأسرة منه هو رباط العلاج ، ولكنّ الخطأ الأكبر الذى عليه تنبنى نظرية فرويد هو القول بأن الأخلاق والإبداعات التى مرت بها البشرية إنّما هى من نتاج عُقدة أُوديبOedipus Rex ....ولكن كيف أتى فرويد بتلك العقدة فى مجال التحليل النفسى ؟....فى الواقع ،نظرية أوديب تتتتتقوم على فرضيات التى إذا داخلنا فيها الشكُ أو لم نسلم بها سقطت نظريته بالكامل...فهو يفترض أن الأنسان الأول كان يستأثر ، وذلك حينما كان الزواج مشاعاً بين الرجال فليس ناك تحريم ،بأككبر عدد من النساء وذلك منذ نشأة الأنسان ، وأنّ ذلك الأب Parental Horde قام بطرد جميع أبناءه بمجرد النُضج الجنسى لديهم....ولأن الرغبة الجنسية لديهم اشتعلت ، فقد اتفقوا غلى قتل ذلك الأب وابتلاع جثته لكى تصير لهم قوة مثل قوته... ولمّا تمّ لهم ذلك وقامو بمعاشرة النساء، ثاورهم الشعور بالخجل والعار وتأنيب الضمير . وهنا نسأل : من أين لهم بالضمير وهو شعور خلقته المدنية والحضارة؟!!!!...وطبقاً لفرويد، فإنهم رفضوا المساس بالحريم وقامو بتقديس الطواطمTotems وجعلها محرمة مساً أو قتلاً أو صيداً على أفراد العشيرة Taboos ولكى يهربوا من الشعور بالإثم مما فعلوه، اخترعوا لهم إلهاً أو أباً روحياً ليعتذروا له عما صدر منهم. ومن كل ذلك نشأت الأخلاق والدين والأعراف والتشريعات ...ولم يجد فرويد مُسمى أو حكاية تُعضد فرضيته تلك سوى قصة أوديب ، فسمى الشعور الذى يحمله الأبن فى وقتنا الحالى ضد أباه والشعور الجنسى اتجاه امه وتلك الرغبة المكبوتة بعقدة اوديب...ومن الأخطاءالتى تهدم نظريته من أصولها افترهضه ما يُسمى بالروح الكلىThe Universal Psyche لدى البشرية وهو المسئول عن ثوران عُقدة أوديب إلى عصرنا وعبر الأجيال.....فى الحقيقة ،/ قصد فرويد إلى بهيمية النسانBrutality of Man ، فعنده أن الطفل يرضع ثدى أمه بلذة جنسية، ويكبر ويبدع الفنون والفلسفات والعلوم بأثر من عقدة أوديب وهذا معروف فى نظريته تسامى الجنس حيث أن الرغبة الجنسية فى الأشخاص تتحول عن طريق الكبت إلى أنشطة عقلية كالإهتمام بالأعمال الخيرية والفلسفة والعلوم والآدابthe sublimation of sex in which the sexual urges are converted into higher mental activities like: charity, interests, science, arts, etc.

حُبُ الحياة عند العقاد، أو لما لم يتزوج العقاد؟

عاب البعض على العقاد انكفائه على نفسه فى صومعة العقول والقرائح ليل نهار؛ فهولا يبرُحها،واتهمه البعض الآخر بالزهد فى الحياة، فما نصيبُ الحياة من رجُل يغيش بين الكُتُب والأموات؟!..فالكتب جمادات تحوى بين أدفافها أحياءاً كما قال العقاد نفسه: ياكُتبى أشكو ولا أغضب ماأنت من يسمع أويُعتبُ 
ياكتبى ألبست جلدى الضنى     لم يُغنى عنى جلدُك المُذهبُ
كم ليلةِ سوداءَ قضيّتُها            سهران حتى أدبر الكوكبُ
كأنّنى ألمحُ تحت الدُجى           جماجمَ الموتى بدت تخطُبُ 
العقاد كان يعيش بين أحياء، فهو كان يتمثل مايقرأه، فيعيه ويعقله ويُحسُ به كأنما هو فى عالم أموات أحياء...كلّا! لم يزهد العقادُ فى الحياة ولم تضعُف فى نفسه دوافع الحياة وبواعثُها وإنّما الخطأ عند البعض فى ما ينبغى أن يكون باعثاً للحياة ومقياساً للحياة، كل الحياة.... كلُ قراءات العقاد وشهرته ومجده وكرامته دليلٌ حى على حُب الحياة التى بلغ أشُده عند العقاد.يقول العقاد عن سبب حبه للقراءة" إننى أحيا حياة واحدة ولا أملك إلا القراءة لإُضاعفها، فبوسعك أن تُعرّض حياتك أو تُعمقها.خيالُك أنت خيالُ فرد واحد وفكرك أنت فكر واحد وشعورك شعورٌ واحد، فمابالك إذا قابلت وزاوجت بين الخيالات والأفكار والمشاعر؟!..إننى أقرأُ لأنّ عندى حياة واحدة ، والحياة الواحدة لا تكفينى ولا تُخرج كل ما فى ضميرى من بواعث الحركة"...العقادُ رجلٌ عرف الحياة وأحبها بل عشقها، وهذا وليد حُب النفس، فهو قد عَشقَ نفسه فعملَ لها وأكرمها ، اسمع إليه يقول:

 ما فى الحياة سوى مُحبٍ وامق       سكنَ الغرامُ بكلِ قلبٍ خافق 
 فى كل قلبٍ  صورةٌ  معبودةٌ          وكمينُ وجدٍ بالجوانح عالق
 لا القبحُ يُنقصهُ وليس بزائدٍ          حُسنُ الشمائلِ فى هواه الصادق
 عشقٌ تملكَ كُلَّ نفسٍ حيةٍ           فى الكونِ والمعشوقُ عينُ العاشق  

 فارقٌ ععظيمٌ بين إنسانٍ لم يعمل ولم يُجهد نفسه أو حتى لم يُقيد نفسه بقيد الزواج لأن بواعث الحياة ضعُفت لديه؛ فهو لا يُبالى بنفسه ولا بغيرها، فيكون لذالك كالحيوان أو أحط إذ أنه قد وُهب عقلاً لم يُعمله فى كون الله ، وفارقٌ بين إنسانٍ أحبَ نفسه ورآها جديرة ً بكل تكرُمة فطلب الحياة بالمقايس الذى يرتضيها ، فبواعث الحياة لديه كبيرة ولكن فلتذهب الحياة إلى الشيطان إذا لم تأتى بمقايسه.... يقول العقاد فى إعترافاته :"أعترفُ أنّى أُحبُ الشُهرة والخلود ، ولكنّى أعترف كذلك أنّى لا أطلبها بثمنٍ يهيضُ من كرامتى، فإذا أحسستُ بأنّ أحداً يمتنُ عليّ بشهادة يبذُلها أو شهادةٍ يمنعُها، فليس له نصيبٌ عندى غير التحدى الذى يذهب به إلى الحائط ولتذهب الشهرة والخلود إلى الشيطان"....هل ترى رجُلاً يطلبُ الشهرة والخلود وهو لا يعشقُ الحياة؟!!...........كلّا!..ولكن فلتذهب الحياة كل الحياة إذا خالطتها الذلة والتنكر للمبادئ، انظر إليه يقول:"وليس الحياة شيئاً عندى إذا تجردت أمامى من الألف والّلام" ،فبنو إسرائيل قد طلبوا ليس الحياة بل "حياة" ،أى حياة، فذكرهم الله فى معرض الهجو والتوبيخ، فقال عنهم ،"ولتجدنهم أحرص الناس على حياة"...أيها القارئ ، العقاد أديبٌ ذو مبادئ وقلمه فعلهٌ...أتحدى أن تكون آراء العقاد قد خالفها بفعله ، فهو قد ضرب لقرائه بنفسه المثل فى العزة والكرامة...يقول العقاد مُزدرياً الزمان التى تأتى فيه الشهرة عن طريق الترخُص فى المبادئ:

 وثب اللئامُ إلى ذُراه فقهقهوا       إن القرودَ لبالتسلقِ أخبر
 مانيل فيه مطلبٌ إلّا له             طلبٌ من العرضِ الوفيرمُقدر
 وبقدر ما بذل امرؤٌ من قذره       يُجزى،فأكبر من تراه الأصغر

 قال العقاد أيضاً فى حبه للحياة ومعالجته للمرض: كأس الحياة أعليّنى على ظمأى وبلّلى بالحُميا طين صلصالى وأسكرينى حتى لا يكون ردى إلّا كما غاب حسٌ بعد جريال وفتشى فى زوايا القلب واقتدحى ظناً بظنٍ وبلبالٍ ببلبال إنّى حسبتُ حياتى غير واحدةٍ من التغير من حالٍ إلى حال إنّ الحياة حياةٌ كيفما اختلفت ألوانها من أمانىٍ وأو جال كم ذا أهبت بروحى أن تُفارقنى ورحتُ أجفلُ منها أى إجفال فاليومُ أنشدُ آلامى وأحمدُها كيما أُحسُ بروحى بين أوصالى 


يُخّيّلُ لى أن العقاد ما كاد يفتح عينيه على الدنيا بظواهرها حتى دُهشَ من كونه حياً يرى ويسمع ويُحسُ ويُفكر، وكأن ما قد وهبه الله للإنسان من قدرات فكرية وحسية ظاهرة عجيبة غريبة تستحق التأمل والتحليل، وكأنه أيضاً من فَرط سُروره بتلك الظاهرة العجيبة المُفكرة، وهى العقل البشرى، راح يُعملُها فى كل شيئٍ، فراح يتأمل ويحلل ويدقق ويبحث فى العلة والمعلول، وكأنه راح يتمثل قول أبى العلاء: أيّها الغرُ! إن خُصصتَ بعقلٍ فاسألنّه، فكلُ عقلٍ نبىُ 

رحمَ الله العقاد ما أكرمه على نفسه فى حياته! وما أحياه بين الناس بعد مماته! 

المرأة أصل الجمال والشهوة أصل الشر

يعتقدون فى المسيحية أنّ الشجرة التى ذاقها آدم وحواء هى "شجرة المعرفة"، ولا أدرى ماأصل وصحة دعواهم هذه ، إلّا إننّى أرى فى تسميتها بشجرة المعرفة بعض المنطق والرمزية. أنالا أتفق معهم إذا كانو يقصدون بشجرة المعرفة المعرفة المجردة وأن يأخذوا كلمة شجرة على غير معناها الحرفى بأنها كانت شجرة حقيقية وجودة ولها ثمار وتناول منها آدم وحواء.أنا لا أستسيغ أن تؤوّل الشجرة بالمعرفة إذ ليس هناك داعى منطقى ، وأنا أسأل ما المانع فى أن تكون هناك شجرة بمعناها الحرفى قد حرّمها الله على آدم وحواء؟! إنّ المنطق فى تناولنا للنصوص سواء الإنجيلية أو القرآنية هو أن نتناول الآيات بحرفيتها ودلالتها المادية إذا استقامت ، وإن لم يستقم المعنى مع المنطق ومع السياق وجب إذن أن نؤوّل الآيات مجازياً...أنا لا أُنكر المجاز فهو موجود ولكن أُنكر الإسراف فى الّلجووء إليه...ولكنّى أتفق معهم بشدة إذا كانوا يقصدون بشجرة المعرفة الشجرة التى أفضت بآدم وحواء إلى معرفة ما كانا يجهلانه بعدما ذ اقا منها، أىّ أنّ المعرفة منسوبة إلى الشجرة وليست هى الشجرة ذاتها...وماذا كانا آدم وحواء يجهلان قبل عصيان ربهما و الذوق من الشجرة المُحرمة؟...الشر والخير ، لقد عرفا آدم وحواء معنى الخير والشر ، ولولا العصيان والأكل من الشجرة لظلّا جاهلان بالشر والخير إلى ما شاء الله أنّ يجهلا....آدم وحواء كانا ساذجين كالأطفال لم تعرف نفوسهما إلى معانى الشر أو معانى الخير طريقا، وهل يُدرك الطفل الذى لم يبلُغ الُحُلم معنى ً من معانى الشر أو الخير؟!...كلّا...بل كانا مُجردين منهما وكانل يأكلان ولا يتغوطان أو يبولان إذا كان خروج العرق من مسام الجلد كان هو بمثابة الإخراج عندهما. كانت فتحتا القُبُل والدُبُر عندهما كفتحة الفم!...ثم ماذا حدث لمّا نسىيا نهى الله لهما وخالفا أمره وذاقا الشجرة الشيطانية المُحرمةالتى ترمُز إلى الشيطان؟ " طفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة"....أنا أعتقد أنّ عصيان النهى الّإلهى وإطاعة الشيطان أعقبه مُباشرة وظيفتى القُبُل والدُبر وشهوتيهما ، فعصيان الله ، هكذا أعتقد ، شرٌ محض ،أى ليس فيه شبهة خير ، ومتى يكون عصيان الله خيراً؟!. ثم إنّ ذلك الشر المحض أعقب نتيجة هى بالطبع شر محض وهى وجود الشهوة فى آدم وحواء، وكأنّ إطاعة الشيطان يعنى وجود الشهوة...آدم عصى الله وذلك شر محض، فاعقبه نتيجة وهى وجود الشهوة فيىهما وهى شرٌ محض أيضاً، إذن فالشيطان يساوى الشهوة الجنسية ، فمتى وجدت الشهوة وجد الشيطان ومتى لم تعرف الشهوة إنساناً غاب الشيطان وبالتالى غاب الشر...ولكن لا يخدعنّك أحدٌ بسفسطة فيقول: لقد عصى الله آدم وحواءقبل وجود الشهوة، فذلك يدل على أنّ الشهوة شرٌ مُتأخر قد سبقه شرٌ طبيعى به أخطأا، فهما عصيا الله بشرٍ فى طبيعتيهما أعقب شراً آخر وهو الشهوة.... كلامٌ منطقى غير أنّ الله قال:"ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسى ولم نجد له عزما" ، إذن كان من الحق أنّ نقول أنّ الشر كان مُتأصل فى آدم وحواء قبل نشووء الشهوة لو، فقط لو، كان قد تعمدا معصية الله، ولكنّهما سهيا عن نهيه.....إذن فالنتيجة التى نخرج بها أنّ الشر كل الشر والمعصية كل المعصية مردُّها إلى الشهوة، اشتهاء الرجل للمرأة والمرأة الرجل، وذلك واقع وملموس ، فالطفل قبل البلوغ لا يُفرق بين الحب والكره ولا بين أى معنى من معانى الخير والشر، حتى إذا ما اشتعل فيه سُعارُ الشهوة، تمرغ فى كل الرذائل التى بها عرف الفضائل ،لأن الأشيا تُعرف بأضدادها....وإلّم يكن كذالك، فلما قتل قابيل هابيل ؟!! ....أول جريمة وثانى ذنب ارتكبه البشر بعد آدم كانت بسب الشهوة..... 

وهذا المعنى يؤكده الشاعر خليل مطران فى قصيدته "آدم وحواء": 

حواءُ! هذى جنةٌ أُنُفٌ           وأنا آدمٌ فيها وذا الثمرٌ 
فرنت إلى غُصنٍ به علِقت        تُفاحةٌ يشتاقها البصرُ 
وقالت: ألا أرقى فأقطُفُها؟        فأجبت : إنّ العبد يأتمرُ 
وأنلتُها كتفى لأرفعها          فسمت لتجنيها ولا حذرُ 
فاقتسمناها كما اقتُسمت       قِدماً على ما قدّر القدرُ 
فتحوّلَ الجهلُ العهيدُ بنا     علماً وبان النفع و الضررُ
ذنبٌ أتيناهُ مُشاطرةً         والذنبُ شفعٌ وهو مُنشطرُ 
لا بأسَ من فقد النعيم به       وقد استعاضت بالهوى البشرُ 
حواءُ! فتنتُك النعيمُ لنا         لا الماءُ والأطيارُ والزهرُ 
حواءُ ما أغويت آدم بل        أحييته والصبوةُ العُمُرُ 
من لم يُحبُ فما الصفاءُ له       صفوٌ وما كدرٌ به كدرُ 
ينجاب عن وجه الحياة كما      تنجابُ عن مرآتها الصورُ 

قُلنا أنّ طرد آدم و حواء من الجنة كان فاتحة خير لأنه عرفهما مواضع الخير والشر ومواضع الهُدى والضلال ، وقُلنا أنّ الشر يساوى وجود الشهوة وهى خيرٌ أيضاً ؛إذّ بها ميّز آدم وحواء بين الخير والشر وبها عرِفا الجمال الحسى فى كلٍ منهما من، فقط من، الجانب الشهوانى وكذلك فى نسليهما أيضاً، حتى ترقّى ذلك الحس الجمالى الشهوانى الذى موضوعه جسد المرأة إلى حُب وتقدير جمال الكون، الحسّى أيضاً، من شموس ونجوم وأنهار وشروق وغروب وغيرها من مظاهر الكون المادى. حُبُ الجمال ذلك كان مبدؤه حسى صِرف وهو الذى كان يجذب الرجل والمرأة إلى الإلتقاء الجنسى، فاستدارة ثدى المرأة ، مثلاً، كان يُمثل مُتعة بصرية ماكانت لتنشأ فى نفس الرجل لو لم تكن هناك شهوة جنسية ، ثم إنّه شيئاً فشيئاً بدأ تقدير الجمال الجسدى البهيمى الذى موضوعه جسد المرأة ير تقى إلى تقدير وحب الجمال كمعنى ، فارتقى حب وتقدير الإستدارة فى النهود إلى تقدير الإستدارة كمعنى ، وحب وتقدير تناسُق الأعضاء فى المرأة إلى تقدير تناسق الأعضاء كمعنى مجرد من الشهوة، وبمرور الزمن، صار حُبُ الجسدُ الجميل المُتناسق كحُب وتقدير الفنان لتمثاله، ثم ارتقى ذلك التقدير والحس الجمالى الذى أذكته الشهوة ، والذى موضوعها هو جسدُ المرأة، فى الرجل إلى تقدير مظاهر الكون المادى لا لأنها تمثل متعة جسدية كجسد المرأة للرجل بل لذاتها، فتعلقت بها"نفوس" بنى آدم وعبرّوا عن ذلك الحس الجمالى والتقدير الذى يُحسه الإنسان تجاه الكون بالأغانى والأشعار، وأعتقد أنّ هذا هو الذى دفع السير فيليب سدنىSir Philip Sidney إلى القول بأنّ الشعر أسبق من الفلسفة والتاريخ والعلوم؛ ذلك لأن الشعر ما هو إلّا عواطف الإنسان وخوالج نفسه وأحاسيسه وخوفه ورجاءه الذى لا ينقضى.....لذلك فأنا أعتقد أنّ أصل الإحساس بالجمال راجعٌ إلى المرأة، فحبُ وتقديرُ المُجردات من المعانى كالعدل والصدق والأمانة وغيرها،ما كان لينشأ ويرتقى لولا أن سبقه تقدير المحسوسات المادية وهى كل مظاهر الكون المادى، وهذه بدورها ما كانت لتكون لولا أن سبقها حب وتقدير جسد المرأة وهو الذى ماكان ليكون لولا ربطها بلذة ومتعة جسدية عنيفة .... 

قلنا انّ الإنسان أحب مظاهر الكون ، ونظراً لتعمق الحب فى نفوس بنى آدم ، وخاصة المثاليين منهم ، فإنّهم أرادوا أنّ يقتربوا أكثر وأكثر من معشوقهم ، فأعملوا الفكر فيها ومن هُنا نشأت الفلسفة ، ثم بعد فترة من الزمن ، نشأ العلم ، ولذا يقول الفيلسوف الإنجليزى Russell أنّ حُب المعرفة love of Knowledge بدأ تأمُلياً contemplatively ثم انتهى استغلالياً manipulatively، وهويقصد انّ حُب المعرفة تنشأ عن عاطفة ذات شقين وهى أنّها تنشأ حباً فى موضوع المعرفة ذاته knowledge for knowledge أو من أجل السيطرةعلى موضوع المعرفة ، والذى يمثل النزعة الأولى الفلاسفة والشعراء حيث أنّهم كانو يتأملون الكون حُباً فى أو قُرباً من ذات الكون، والذى يمثل النزعة الثانية البراجماتية pragmatism and instrumentalism وفحوها هو أنّ معرفتك بالشيئ تكون صادقة بقدر ما تمكنك من استعماله والسيطرة عليه والتصرف فيه لصالحك your beliefs about your object of knowledge is true in as far as it enables you to control over it ، إذن ، فمقياس صدق المعرفة عند الحضارة الغربية الأن هو مدى تمكينك من أخذ فائدتها واتقاء شرّها ، وعلى ذلك فمعرفة الشاعر و الصوفى والفيلسوف غير صادقة وعديمة الجدوى ، بينما قال الصوفى قديماً أنّ حياتنا الأبدية تتعلق بمعرفة الله in the knowledge of God stands our eternal life ، ونحن نُريد أنّ نعرف الله ليس للسيطرة علي ، بل لمجرد الحُب فيه لذاته...تلك النشوة ، نشوة الصوفى التى لا تُقابلُها لذة، ليست بذى جدوى عند أصحاب البرجماتية.... 

Why Nietzsche Left Christianity

Nietzsche, 1861
Nietzsche, 1861 (Photo credit: Wikipedia)
First of all, I feel no embarrassment when I say that I love Nietzsche, that I feel what he felt towards Christianity which grew more and more corrupt. Neither do I feel ashamed when I say I would have done like him had I been a Christian, so I thank god for he had destined to create me as I am, as a Muslim .This is a blessing which has no match in the world .The first time I heard of Nietzsche and of his rejection of Christianity I felt sick of him, so sick that I abhorred that type of philosopher who called for atheism and set out to preach atheism to people. However, when I read Nietzsche, read Thus Spake Zara and learned more about Christianity, I grew convinced of Nietzsche's right thought and attitude towards corrupt Christianity. 

Nietzsche was brought up in a household of women after his father died of a fall when he first was only four years old. The only other child at home was his sister Elizabeth, who dedicated herself to serve him throughout his life, and who wrote good memoirs after his death. That womanish upbringing affected his psychology, especially when he knew that they intended to prepare him to be a minister. The very name of a minister carried abhorrent suggestions to him, particularly when his mates at school called him as "the little minister". As he matured with the passing of years ,he developed critical view of Christianity which ended with rejecting Christianity altogether and becoming an atheist .It has been hinted that he contracted syphilis when he went on a nocturnal expedition which led to his ill health later on; yet this is not proved until now. 

Nietzsche was a student with unusual gifts thanks to which he, at the very early age of twenty-four, was called to a chair of classical philology at the University of Basel in Switzerland. One of the accidents which affected his health badly was his fall from his horse in the Austro-Prussian war which gave him a serious injury in the chest. It is also said that the horrible sights of the injured and dead whom he attended in the war have caused him nervous shock from which he never fully recovered. Nietzsche, from that time on, began to suffer from terrible headache, eyestrain, insomania and indigestion which compelled him to quit his professorship. Now, let us ask a question: was Nietzsche right when he converted from the corrupt Christianity to atheism? The answer is, from my view at least, no, at all. He simply rejected Christianity as it calls him to love and accept his weak, ill health; in other words, Christianity encourages and gives benediction to, the weak, disabled, and sickly and poor. Therefore, Christianity was but a call for "non-existence and death which the "preachers of death" spread among people. He wonders very much when those preachers of death "despise the body and earthly things at the time they believe in the "redeeming blood drops" which are originally from earth! Those preachers, in fact, are but hypocrites as they preach what they do not practice; they accumulate wealth while they praise poverty, they preach chastity while they are immersed in lust and damn this trivial profane world while they tightly cling to it. 

Nietzsche , in as much as I understood his personality ,abhorred his weakness, his impotence and his sickly frame and abhorred much more whatever or whoever praises and gives benediction to his ill frame ,so he detested christianity.He is ,I think, the type of person who loves and greatens in others what he lacks ; therefore, he called for the reversion to the Greek style of living which had no room for the sickly and weak. He called for the "Superman" which is the next link to be sought after man; the superman can come true only when people reject the idea of God and believe heartily in the superman. Nietzsche wishes that people revive the old Greek affirmation of the "will to live" and reject that "denial of the will to live" which Christianity has long preached to them. When he says in his book "Thus spake Zarathustra" that "God is dead", he means that no one still believes in that God who asks people to practice self denial and stifle their natural needs. He thinks that Christianity as originally taught by Jesus was bad and it was even become worse by Paul and the followers after him. It nullified the old Greek ideals and values; also, it is not valid for modern man who should be free spirit, self assertive and self reliant. People ,according to him , is in need of a transvaluation of all values by rejecting totally all of the current values of Christianity,utilitarianism,democracy and socialism and revert back to the old Greek values of nobility and aristocracy. Nietzsche believes that the Greek word "Arête" which means "virtue" is derived from "Ares" the god of war, but the earlier cunning week Christians altered its suggestions to suit their new teachings so that they could justify their weakness. For the old Greeks, the word "virtuous" or "good" meant the splendid, rich, mighty lords and rulers. The low, poor, suffering, sick, ugly impotent and poor classes attached to manual work to serve the masters were called bad by their masters, but they were still good as they thought of themselves. 

According to Nietzsche ,the weak,srvile classes ,headed by the priests who long wished to have the upper hand, had a complete triumph with Christianity ,which vilipended the soldiery and manly qualities of courage and self assertion,honour and appreciation of beauty and replace them with pity,meekness,gentleness,submissiveness,pacifism,preservation of the stupid, lame, blind and incompetent. Nietzsche claims that Christianity was invented by the Jews, the slavish people who despised their manly invaders and who were cunning enough to reject Christianity for themselves, and by so doing they easily tricked the Romans into embrace it .The real, hidden goal of Christianity is the hope of the slaves to wreak vengeance against their masters and complete lordship over them. 

Now, this is Nietzsche's view of Christianity and I even sympathize with him not because he denied the existence of God but because he rejected Christianity. Really, many more people have, from Nietzsche's time till now, converted to Islam and rejected Christianity. It is unreasonable as it contradicts with life and instinct of man as it motivates people to practices austerity and even celibacy. Islam, thanks to God, does not call for self denial and abstinence from pleasures of life; in other words, it is a realigon compatible with human nature as God says in the holy Quran, "Is not He known of that He has created, and He is the most kind and omniscient?". So, I say to any atheist who rejected Christianity, "I congratulate you, you are on your way to Islam; you are a sensible person to reject the corrupt and unreasonable Christianity.Untill now, you believe that "there is no god" and this is the very half of the Islamic shahada or confession as the other half is "but God". I think your powerful reasonable faculty which made you abandon Christianity is capable of guiding you to "There is no god except God"….

Introduction to Francis Bacon 2

When we think about Bacons four idols, we find that he was right in specifying four different sources of error of which we must get rid when handling things of Nature. Yet, we get disappointed when we realize that these sources of errors are our main source of knowledge. None of us do not use words except in reasoning in the abstract fields of mathematics and symbolic logic. Any philosopher, to be understood, must naturally employ words in common usage, and not devise a jargon of his own. We all are forced to depend on the four sources which, whenever misused, cause the "Idols". As for the method Bacon preaches in his Novum Organum, he intended to substitute the inductive logic for the Aristotelian syllogistic deductive Organon. Things as we directly see them around us are too complex without analysis into the simple natures of which they are formed. According to Bacon, we can understand the simple natures only if we can reveal their forms. The form as defined by Bacon is but the description of a process as it actually occurs. Using the inductive method, he gives us an illustration of heat as a simple nature. Whose form is to be discovered. Thus, Bacon makes a table of all the instances in which he has experienced heat either by observation, by experiment, or even by reading. Then, he makes a table of all the "negative cases" or "instances" which are as similar as possible in all conditions to each item of the first table, except for the absence of heat to be discovered. The discussion of the inductive method in the school book of the Novum Organum, where he uses heat as an illustration, is the most valuable passage in Bacon's philosophical writings. He makes a table of all the instances with which he has become acquainted, either by simple observations, by reading, or by experiment, in which heat is present in objects of any kind or description. Bacon next makes a table of "negative instances," of cases as closely similar as possible in all respects to each item of the first table, except for the absence of heat. Any quality present in this second table which is also present in the first cannot be the form of heat. Then it is our turn to deduce that the quality which is always present when heat is present and absent when heat is absent can be the form of heat. 

To know whether there is any other circumstance which varies directly or reciprocally with the quantity of heat , Bacon makes a third table in which he compares cases in which the amount of heat changes. After he made an effort comparing the three tables with one another, Bacon concludes with what he calls the "first vintage", finding that heat is but motion. For all cases in which heat is present have only the one common circumstance of motion; all cases in which heat is wanting differ from these only in the absence of motion; the amount of heat present in every case is proportionate to the amount of motion. Bacon made new discovery regarding the nature of heat. The world thanks to him has better understood the proper methods of empirical observation. Man cannot impose reason upon nature. He cannot grasp reasonably before experimentation what the laws of nature must be. He has to consult directly nature, patiently observe, make experiments, and make his conclusions from them. Bacon alleged that he has set the modern thought free from blind adherence to, and dogmatism of, the authorities of the past and uncontrolled useless imaginative speculation. In reality, Bacon has theoretically paved the way to the coming thinkers to apply practically the steps of the inductive method he has formulated. Other scientists of his time like, Kepler and Galileo have already undertaken practically some features of what he stated in his Novum Organum, achieving considerable progress on the way of science. Bacon is worthy of more honors for more clearly unfolding the spirit of scientific method than anyone else in his generation, and for doing more to make it generally known and appreciated. 

Bacon has put more stress on the idea that the industrious process of assembling observations according to the methods of his table is the only way to make achievement in science is by. He more than once admonish us not to follow the danger of making inferences at any time that go beyond the evidence thus gathered. However, his admonition proved to be wrong. Scientists have made a breakthrough using their imaginations .None of us saw the atom structure except through imaginations or hypotheses. Once any hypothesis has been advanced, deductions have been drawn that necessarily follow if the hypothesis be true; only after this has been done has the truth or falsity of these deductions been established by the use of methods more or less Baconian.. At the same time, it is a grave mistake to accept any hypotheses as true without testing them carefully. Galileo worked out deductively his hypothesis regarding the laws of velocity, making great use of mathematics; this done , he established its truth by measuring the rate at which bodies in reality fall, when he rolled them down an inclined plane which he built at the leaning tower of Pisa. The rapid advances, especially in physics, the oldest and most successful modern science, have largely been the result of first imagining tentative hypotheses, making mathematical deductions from them, and confirming their truth by actual experiment. Bacon did not fully understand the method that Galileo and other scientists were actually employing in this time and that was a grave limitation of him. Being indignant at the Aristotelian inductive method, he overlooked the great assets deduction has made in the fields of mathematics and astrology. But for the pure imagination supported with the inductive method, the Euclidean geometry would not have come to being; Bacon, in fact, was not a metaphysician on a grand scale. He would, however, be classified as a realist in the twentieth century use of the term, and not as an idealist, a skeptic, or a pragmatist. Like our realists today, he has no doubt that an external world exists independent of our senses and reason. Like them too, he believes that he can gain correct information about the nature of the world. To be sure, Bacon insists that our senses deceive us if we take immediate perceptions at their face value. But, he adds, if we compare our perceptions carefully with one another, we can first know the forms of the simple natures of which everything is composed. Bacon also has nothing in common with modern idealism, because he neither believes that the external world is necessarily mental in its constitution, nor dependent on minds, nor fundamentally purposive or teleological in its organization. Bacon is not a scientific skeptic, because he believes in the unlimited possibility of advance of knowledge. He is not a religious skeptic, because he believes that the existence of God can be established philosophically and that the articles of revealed religion should be accepted on the faith in the authority of the Bible and the church. He is not a pragmatist, because he believes that reality exists independent of anything that we know about it; we must study nature as it is in order to control it.

Introduction to Francis Bacon 1

Frances Bacon (1561-1626) is one of the most important philosophers who presented favors to formatting the new scientific methods. Pope has said of him that he was the "wisest, brightest, and meanest of mankind, which is too much true to his political career. It is said he has presented very good policies to the English government which could have doubled the public good in case they had been seriously adopted. Yet,to have favor among the court superiors, he had to stick to the old taken political courses ,giving no attention to the harm they would cause. He was very utilitarian in this respect.He,to have favor with queen Elizabeth, even participated in the prosecution of lord Essex, one of Bacon's best friends, who was thought to be guilty of treason. That was very mean of Bacon!It is said that after bacon became lord chancellor in king James 'reign , he accepted gifts in advance from those whose suits he would judge which was considered as corruption. But to be honest, not only Bacon but also most of James the first were corrupt. It is also said that Bacon did not really commit this mistake or even he did it, it did not deserve all its consequences. SIMPLY, Bacon was just a scapegoat for the corrupt court before the indignant parliament. Thogh the king's interference to soften the punishment, Bacon was compelled to seclude away from public life. Thus, he spent the remainder of his life in the historical, philosophical, scientific studies. It is said that he died of a cold he caught while he was examining the way of keeping meat intact by refrigeration.

Bacon's importance is derived from the enthusiasm he cherished for philosophy and science. He is deserved to be conferred upon him the title of "the father of the modern sensualistic philosophy in the world". He taught the world the proper methods of investigation in his new inductive logic (the Novum Organum)He founded the Royal Society of London ,one of whose members was Newton. Really, Bacon is the one thanks to whom the developments in pyre science, the progress in mechanical inventions and the outcomes of the industrial revolution have come true. Bacon was an empiricist, meaning that he believed that human knowledge begins with the sensations that can be verified by empirical experiments and observations. From the latter, logical rational can be made carefully far from blind hasty generalizations.Baconj rejects the deductive method which begins from the so-called rational premises and then infer from them general conclusions that can be applied to the whole reality. For him, philosophy should not revert back to the Middle Ages blind dogmatism or contend with the faulty immature speculations of the Humanistic period. It is far from being true that Bacon belittled the value of rationality in favor of the sensual empirical method. He said, "I think I have united the empirical method with the rational one the divorce of which is fatal both to science and humanity". The truth can only be attained by integrating the five senses, which collects the material inputs of the outside world, and the pure reason whose field of study is the absolute truths like those of geometry. 

In his book of"Novum Organum", Bacon differentiates between four classes of "idols" or phantoms which should be rejected when seeking the scientific truth. The first of them are the Idols of the Tribe which are common among all the human race and very rooted in the nature of mankind. Out of those idols, men assume much more order in the world than is really found in that many scientists have believed that celestial bodies, which, according to their preconceived ideas, should be perfect, move in perfect circles. Plato has long assumed that the movement of the earth should be circular as the perfect geometrical bodies are circular .According to Bacon, this is applicable to most members of mankind for once they adopt a certain idea ,they tend immediately to note the confirmatory evidence and neglect the contrary one. By doing so, man began to believe in omens, dreams, astrology and other superstitions. Once an idea is thought, affirmative instances are more likely to notice than the negative ones. Secondly, there are the Idols of the Cave which are the peculiar idiosyncrasies to every human. Each human has his/her own understanding and mind according to which one forms one's ideas about the world. These idols are owing to the factors of heredity, habits, education, and other circumstances which make some men, for example, prefer novelties and the other antiquities. The fourth class of idols is those of the Market Place where people use language with each other. Words have great authority and power in the reasonable faculties, especially those of the man of the street who does not usually differentiate between scientific and figurative expressions. Some words like centaur or Cyclops can perplex and confuse minds in pursuit of truths; therefore, words should be defined accurately as they control people's conceptions after they have coined them clearly-minded. Lastly, the Idols of Theatre have arisen from people's absolute belief in the righteousness of the opinions of the philosophers. The word "Theatre" comes from the analogy Bacon made to the real theatre as it" represents worlds' of men's own creation after an unreal and scenic fashion". Thus, Bacon rejects very hard Aristotle's infallible authority and condemns him as a representative of the rationalists who attempted to fashion the world out of categories of their own creation without consulting nature by observing real facts. Aristotle was wrong, when he proposed rational self evident truths from which he drew conclusions, then only after that, he resorted to experiments to confirm what he had already determined in advance. This is totally wrong method of unfolding nature as it is not necessarily compatible with our reason; only reasonable experimentation can reach to its secrets. An example of the infallibility of Aristotle out of which the Italian Inquisition compelled Galileo to abjure his opinions, is the rational and preconceived idea that heavy bodies fall to ground faster than the light ones.Galilio has proved through observation and experimentation that things, in case forces of friction like air would be put away, fall to ground at the same time irrespective of their heaviness. In addition, bacon opposes that the scientific inquiries should be based on the affirmations of a revealed religion. Some theological issues, like the existence of God , can appeal to human reasoning for a proof ,yet the world phenomenon cannot but resort to reason and senses as their only natural inquiry method.

العبقرية وتطوراتها


تطورت فكرية العبقرية ومنشأها بتطور الفكر البشرى ، فكلمة عبقرية فى اللغة العربية مُشتقة من كلمة " عبقَر" وهو وادى  ، كما يُقال، كانت تسكنُه الشياطين. من هنا جاءت عبارة " شاعرٌ عبقرى " أى مُلهم من قِبل الشياطين ، أى يأتى بما ليس فى وِسع البشر ، فيأتى بخوارق التعبيرات ودلائل التعبيرات. وذات الكلمة العربية تُماثلها الكلمة الإنجليزية ذات الأصل الإغريقى القديم وهى "Genius"، ومن معانيها قديماً " الروح المُعاونة أو المُرافقة accompanying spirit"...تطورت أيضاً فكرة العبقرية فى العصور الوسطى إلى القُدرة الخلّاقة المُبدعة والتى اساسُها زيادة أثر خليط السوداء black bile  عند العبقرى ، فكلُ عبقرى يأتى بما ليس فى وِسع عموم البشر يلزمه أنّ يكون كئيب حاد الطبع نكدُه. ذلك التصور للعبقرية اتى نتيجة اعتقاد أصحاب القرون الوسطى أنّ هناك أخلاط أربعة فى الجسم البشرى هى المسئولة عن المِزاج العام للإنسان ، فإذا كان الإنسان بارد لا يتأثر ولا ينفعل  لدواعى الإنفعال التى ينفعل لها غيره فإنّه يكون "بلغمى المِزاج phlegmaticنسبة إلى البلغم الذى يخرج من جوف الإنسان، وإذا كان ميلُ الإنسان الإكتئاب والتزمت الشديد والتقطيب والشكوة المرة والتسخُّط على الواقع فإنّه يُسمى "سوداوى المزاجmelancholic "....وانا أعتقد أنّ نسبة ذلك الطبع الى العباقرة راجع إلى مُشاهدة الناس اليومية لحالات العبقرى ، فالعبقرى ، هكذا أعتقد ، يُريد أنّ يُغيّر مفاهيم وعادت قد ضربت بجذورها فى نفوس الناس فأصبحت كأنّها بديهيات لا تقبل الجدل ، والناس لا تُريد وتخشى أن تُريد تغير ما تعودوا عليه ، لأنّ التغيير، تغيير المفاهيم ، يحتاج إلى الإعتراف بالخطأ والقصور وإلى زعزعة الثقة فى النفوس التى اعتنقت أنّها مُسلمٌ بها، وذلك من الأشياء الصعبة على النفوس ...من الصعب أن أهدم بناء عقلى كله ثم أعيد بناءه مرة أُخرى على أُسس مُغايرة أخرى ....من الصعب أنّ أفقد الثقة فى نفسى  وفى تصوراتها للإشياء. لذلك فالعبقرى يكون نكد وحاد الطبع وكئيب فى مواجهة الواقع المرير الذى يتأبى على مفاهيمه المُغايرة الجديدة.....ثم تقدمت العلوم وفسيولوجيا وظائف الأعضاء، فربطوا بين العبقرية والجنون إلى درجة أنّ الطبيب الشرعى وعالم الإنسان الإيطالى " لومبروزو" ألّفَ كتاباً أسماه "العبقرية والجنون" حيث أنّه من لوازم العبقرى أنّ تكون فيه مِسحةٌ أو مسٌ  من جنون  لدرجة أنّه قام بإحصاء قال فيه أنّ مُعظم العباقرة لم تخلُ  شجرة العائلة عندهم من شخص مجنون ، وذلك ما أعلنت عنه الدراسات النفسية....وأنا أعتقد أنّنا نربط بين العبقرى والجنون ،ذلك لأنّ أفكار الأخير تُجاوز مُتوسط أفكارنا ؛ لذلك فهى غريبة علينا و غير متوقعة  فه من هذه الناحية تشبه أفكار المجنون الذى قد يُفاجئك بما لا تتوقع من غريب أو مُحال الأفكار، ولأنّننا نعجز بكاملنا عن فهم وإدراك أفكار العبقرى التى تتجاوز الزمن الحاضر وتنفُذ إلى المُستقبل ، فإنّننا نتهمه بعد العقلانية ...ولكن فى الواقع العبقرى ليس بمجنون لأنّ  الناس تعترف بذلك وتقول فيه :شيئ من جنون" وليس كل الجنون ،ألا وهو غرابة الأفكار التى تتجاوز المألوفات التى درج عليها الناس، أمّا المجنون الحقيقى فهو الذى يأتى بأفكارٍ غريبة ثم يعود فيُناقضها ثم يأتى بأخرى ثم يُناقضها وهو دائما هكذا ، فلا يُمكنك أنّ تتنبأ بسلوكيّاته لأنّها غير مُطّردة...تطور أيضاً مفهوم العبقرية فى القرن العشرين ليضم إليه عنصر الخيال فهو مكون أساسى عند فى تكوين العبقرى، ولكن فرويد ، عند حديثه عن الخيال ، لم يُفرق بين درجتين من درجات الخيال، وأولها الخيال التافه الهروبى  الذى يعمُد إلى الهروب من الواقع  وأليته فى ذلك الخيال هى أحلام اليقظة ، فالشخص  الذى يعجز عن تحقيق أحلامه فى أرض الواقع فيتخيلها  يعيش فى محض خيال تافه مثل خيال الأطفال...والدرجة الثانية من الخيال هو الخيال الجادّ الذى يحاول أنّ يجمع ، مثلاً، بين الأضداد فى النفس الأنسانية ، فيكشف بذلك عن تركيبة مُختلفة لم نكن لنُدركها  وإن كنا سوف نُدركها فيما بعد ، ولذا يُقال أنّ العبقرىّ سبّاقٌ لزمانه....مثلاً،  الجمع بين الإقدام والترددج والإحجام فى شخصية هاملت يكشف عن مرض نفسى وعن تركيب نفسية جديدة  لم تُكتشف إلّا بمقدوم فرويد نفسه. ذلك الخيال أيضاً يُمكننا من بناء تصورات منطقية جديدة عن الكون والعالم ، فأينشتاين نفسه، وهو هنا يُضرب به المثل فى الخيال الجاد البنّاء، ما كان يُمكنه إكتشاف النسبية لو لم يكن يتخيل أوضاع المُسافر بسرعة الضوء ورؤيته للحوادث وتمددها أو تقاصها نبعاً للزمن وعدل تسارعه، وكذلك غيّر أينشتاين تصورنا للجاذبية فلم تعد هى القوى الخفية التى تربط أجرام العالم عن بُعد ، بل هى قوة ناتجة عن انحناء الفضاء ، فالفضاء مسطح إقليدى وهذه هى القاعدة ولكن حيثما وُجدت هناك مادة  فإنّها تُغيّر من الصفات القياسية للفضاء فيصبح الفضاء مُحدباُ مُنحنياً وهذا هو الذى يوّلد التجاذب..ولذا يُعرّف أينشتاين الفكر بأنّه” لعب إرادىّ بالتصوراتconscious playing with the concepts " وليس عمل على درجة عالية من الوعى  والتفكير الُحدّد لنقل ، مثلاً، سيئ من النقطة (أ) إلى النقطة(ب) كما يُعرفه فرويد ، ولذلك فقد احتقر فرويد الخيال، كل الخيال، الذى ، كما يزعم هو سمة الفنانين الأصلية أمثال الشعراء والمصورين والموسيقيين، وحتى أعاظم العلماء. يقول فرويد بأنّ الفنان إنسان إنطوائى بطبعه ،لذا فهو معصوب  وهو كباقى الناس يُريد تحقيق أحلام غريزية مثل جمع الثروة والشهرة وحب النساء والقوة ، وعندما لا تواتيه تلك الرغبات فهو ينسحب من الواقع المرير ويهربescapism   إلى عالم الخيال " أحلام اليقظة" ليحققها، فتلك الجدّية الذى يعامل بها الشاعر موضوع خياله ويتمثلها فى نفسه هى إبداع ينتج عن هروب من الواقع المريرescapism ويقول فرويد أيضاً أنّ الفنان المعصوب الهارب يوجّه كل نشاطه الحيوى Libido  إلى أعماله الفنية ، وفى ذلك إشارة إلى نظرية تسامى الجنسSublimation of sex   وهى أنّ تلك الطاقة اجنسية الماديّة المكبوته تنضح على شكل إبداعات فنية سمية ، فالإنسان عند فرويد يُبدع الفنون والفلسفات والموسيقى والأفكار  الجليلة  بأثر من تسامى الجنس !...وهذه النظرية هى ساقطة فاشلة تماماً ، فإن كان صحيحاً أنً مُعظم العباقرة لم يتزوجوا أمثال نييوتن وديكارت وفان جوخ وشوبنهور ونيتشه وأبو العلاء المعرى وغيرهما كثير ، فذلك لا يعنى أنّ المادة الكثيفة الخسيسة التى موضوعها الجسد تتحول إلى أفكار رفيعة موضوعها العقل ، فلو صحّ ذلك لصحّ أن تتحول المعادن الخسيسة كالتراب إلى ذهب كما زعم الكيمايئيون فى فلسفة إكسير الحياةelixir of life .

الثلاثاء، 23 أكتوبر 2012

أراء فلسفية

ينتمى القديس توما الأكوينى Thomas Aquinas إلى طائفة الدومنيكان Dominican وهو كان يلقب بالفيلسوف ألإلهى  ، والفرق بين الدومنيكان والفرلنسسكان هو أن الطائفة الأولى تؤمن بأن نشوء العلم والقوانين الأخلاقية التى تحكمه والإنسجام بين أجزائه إنما نجم ليس عن حرية الله فى أن يخلق أو لا يخلق ، وإنما لزم لزوماًضرورياً عن خيريته .فالله ،مادام خيراً محضاً والخيرية فيه تسبق إرادة الشر ، لزم منه أن يبدع تاخلق ويخرجه من حيز الإمكان الى حيز الوجود الفعلى .وكأن الله ، لو أراد أن يبدع عالماً غير الموجود بحيث تتلاشى فيه الخيرية ، ما استطاع  ؛ ذلك أن طبيعته خيرية ، فالعالم فاض بالضرورة عن خيريته وليس عن إرادته .وعلى النقيض ، فإن دون سكوتDuns scotus ينسب القانون الأخلاقى والخلق إلى إرادة الله وحدها.فى أواخر القرن السادس عشر بدأت عملية انفصال الفلسفة عن الدين ، بعد أن كانت فى القرون الوسطى خادمة الدين The handmaiden of philosophy ، فبدأ مايسمى بعلمنة الفلسفة The secularization of philosophy ، فتولى أمرها وعمل بها رجال من خارج الكنيسة Laymen أمثال بيكون Bacon وليبينزLehbeniz وديكارتDescartes .أما أولهم ، فقد وضع نواة لإنشاء الجمعية الملكية The royal society of London الذى كان لوك   lock ونيتونNewton أعضائها ، وأسس Colbertأكاديمية العلوم فى فرنسا The Academy of Science ، وأسس ليبنز أكاديمية برلين Academy of Berlinالذى كان أول رئيساً لها.هؤلاء الفلا سفة نبذوا سلطان أرسطو والكنيسة والتمدرس فى الفلسفةScholasticism .أماعن أرسطوا ،فقد علمنا مدى نفوذأراءه داخل الكنيسة وكيف أن القيس توما الإكوينى اتخذ من أراءه أرضية لتدعيم اللاهوت المسيحى فى قضايا قدم العالم والمحرك الأول وغيرها ، وكيف أن أراء جاليليو فى سرعة سقوط الأجسام الثقيلة والخفيفة قد تم نبذها من قبل الأوساط العلمية والكنسية لا لشئ إلا لأنها خالفت أراء الفيلسوف الملهم أرسطوا !!وهذ هو الذى دفع بيكون فى تأليفه لكتابه المنهج الجديد The New Organumأن نيبذ أصنام الشهرة ونبدأ فى تجريب العالم الطبيعى .أما عن سلطان الكنيسة ،فاننى أدعو القارئ أن يقيس إلى قضية حرق الفيلسوف الإيطالى برونوGordiano Brunoالتى قضت محكمة التفتيش الإيطالية The Italian Institutionبهرطقته ومروقه من الدين لا لجريرة ارتكبها غير نشره وايمانه العلمى بأراء كوبرنيكوس فى أن الأرض ليس مركزاً للكون بل مجرد تابع تدور حول الشمس !! وأننى لأعجب وأنا أخط تلك الكلمات من سلطات الكنيسة على الضمائر والأجسام وكيف أن هذا الفكر قد حكم لقرون عديدة!! كيف يابرونو تنزع عن الأرض هيبتها وتقول انها ليس مركز الكون ؟! إنك إذاً لتنزع عنا نحن كهان الدين هيبتنا ! السنا نحن يابرونو نقول أن البابا هو ظل الإله فى الأرض !!أتكذبنا يابرونو ونحن نقول بان الأرض مركز الكون وأن القدس ، مدينة الرب ، تقع مباشرة تحت عرش الرب ؟!!إنك إذاً يابرونو تستحق نار الدنيا قبل نار الأخره ، لابد أن تحرق قبل أن تنزع عنا سلطان الروح والجسد الذى نمارسه على العامة !……اننى أكاد اسمع ضمائر المحكّمين وهى تخدع نفسها وتخال انها تحافظ على التدين  ، وأنا أعتقد أن علمنة الدول فى أوربا كان لها الحق فى ذلك وأنا أتعاطف مع كل من نبذوا المسيحية فى أوربا وتخلوا تماماً عن الدين ؛لأنهم فى الحقيقة لم ينبذوا فكرة وجود الإله ذاتها بل وجود إله مثل هذا الذى كان فى القرون الوسطى .وحقيقةً فقد اُستعمل الدين أبشع استغلال فى القرون الوسطى ، فقد كان أداة لالبتذاذ ضمائر الناس وأموالهم على السواء ، واننى أختلف مع ماركس فى أن يكون الدين ذاته افيون الشعوب  وأتفق معه فىأن استغلال الدين وليس الدين بذاته هو أفيون الشعوب ؛فالمبضع نافع لو استخدمه الطبيب فى إزالة الألم وقد يستخدمه شرير فى القتل .

إن بيكون هومؤسس الفلسفة المادية الحسية الحديثة فى العالم وإنما ذهب به تلامذته وبأرائه أكثر مما أراد هو نفسه ، فهو لم ينكر قيمة العقل المحض Pure Reasonولا الخيال ولا الإيمان وإنما دعا إلى التزاوج بين المنطق العقلى والتجربة الحسية ، فقد قال “إننى أعتقد اننى وحدت بين المنهج التجريبى والمنهج العقلى الذى يؤدى الفصل بينهما إلى ضررِ بالغ بالعلم والبشرية “Ibelieve I have united the empiric method and the rational method the divorce of which is fatal to science and humanity “ومن تلامذة بيكون الذين تطرفو ا فى ماديتهم اوبزHobbes وهو مادى صرف لا يؤمن إلا بخبرة الحس  ، فليس هناك قانون أخلاقى مطلق ينسحب حكمه على كل الأفعال الإنسانية بشكل مطلق ، وإنما ما يلذ الحس هو خير وما ينافيه هو شر  ،لذا فالإنسانيعمل من اجل إرضاء حسه ومنع عكس ذلك وله الحق فىأن يحفظ لنفسه القدر الذى يريده من السعادة ولكن ذلك ، طبقاً لهوبز ،يُنافى نفعية المجموع ومن هنا نتجت الوضع الإجتماعى Social Stateبدلاً من الحالة الطبيعية البدوية الأولى Natural Stateومن هنا جاءت الدولة التى تحمى الناس من بعضهم البعض مقابل ان يتنازل االناس للحاكم عن بعض حقوقهم الأولى مقابل حفظ باقى الحقوق. وطالما أن طبيعة المرء أنه يسعى لجلب أكبر قسط من اللذة الحسية لنفسه ولو على حساب المجموع وطالما أن الوضع الاجتماعى الجديد ينظم التعامل البشرى ويحد من عدوان فئة على أخرى  ، فإن غرائز الأفراد مازالت مقيدة مكبوتة Restrainedإذن فهى فى حاجة إلى سلطة مستبدة Absolute monarch is true of governmen. وطبقاً لهوبز أيضاً ، فإن انتقال الحكم من الملك إلى ورثته الشرعيين أمرُ مقرر وغير قابل للجدل لن نشوء الحكومة الولى جاء بوعد Promise قد أعطى للحاكم من جانب المحكوميين الذى ارتقى بدوره إلى التزام أخلاقى moral obligation لذا ، فلا يحق للمحكوميين أن يخرجوا على الحاكم بسب ذلك الإلتزام الأخلاقى وانما المخرج الوحيد للشعوب هو تثقيف وتنوير الناس حتى ينتجوا بانفسهم حكماً ديمقراطياً.هذه النظرة لهوبز فى الحكم هى التى قال بها جون لوكjhonLock فى مقالته “العقد الإجتماعى “Social Contractغير أن الأخير يختلف مع هوبزفى أن الإلتزام الأخلاقى لا ينسحب إلى مالا نهاية  وإنما يسقط ذلك الالتزام فى حالة إذا لم ينزل الحاكم على رغبة المجموع  ، فيحق للمحكومين حينئذِ أن يثوروا على الحكم القائم  وأن  يستبدلوه  باخر بحيث يحقق  طموحاتهم .إن هوبز هو الذى شرع للإستبداد فى عصر تشارلز الأول ملك بريطانيا  ،لذلك حينما قامت ثورة البرلمان ومناصريه من المططهرين وتم إعدام شرل الأول على يد أوليفر كرومويلOliver Cromwell ، تم نفيه هو وولى العهد شارل الثانى الى فرنسا.لقد أصبح اسم هوبز فى عصره علماً على اللادين والتهتك الأخلاقى  فطالما أن الانسان معيار أخلاقه ، إذن  فليأتى ما يشاء من الأفعال ، والأمر كما قال نيتشه بأن ليس هناك ضمير مطلق أو رقيب أعلى على الأخلاق  ، ليس هنلك دين لي

س هناك ربُ.إنما الضمير، وهو الرقيب الصارم الداخلى الذى هو مستقل عن نفعية الأعمال والذى هو مطلق وواحد لدى كل البشر ، هو من اختراع الفئة الضعيفة الماكرةالذين اخترعواالمسيحية استبقاءاً لحكمهم العاجز فى وجه السلطة الغاشمة الماديةالتى تقدس المادة ..وأنا أعتقد أن أراء نيتشه هى رد فعل عنيف لفساد تعاليم المسيحية  ،وهو عندى معذور فى تطرفه لأن المسيحية تحض على الرهبنة والعدمية فهى نقيض الحياة ، لذلك فينتشه وغيره  جاءوا  كرد فعل عنيف لديانة قد افسدوها القساوسة والباباوات فشذوا بها عن نداء الفطرة السليمة فنبذها المفكرون .ويتضح لنا راى نتشه أكثر لوعلمنا عن حياته من أنه كان ضعيف البنية يعانى من صداع مزمن وألم فى العينين وضعف القدرة الجنسية فيحرم من مُتع كان ينغمس فيها غيره ثم يأتى الدين ويبارك ضعفه وألامه بل ويحض عليه . إن رد فعل نيتشه هو نبذا الفكر الذى يدعو إلى العدمية وإلى إنكار الذات وإلى نبذ الحياة وهو عنده تجسد فى المسيحية. يقول نيتشه  فى كتابه هكذا يتحدث زرادشت : إن المرضى والفانين هم الذين احتقروا الأررض  والجسد واخترعوا العالم السماوى وقطرات الدم المخلصة للبشر  ، غير أن ذلك الدم الفداء الطاهر مشتق منالأرض والجسد المحتقرين “ إنهم وعاظ الموت Preachers of death 

The sick and perishing--it was they who
despised the body and the earth, and
invented the heavenly world, and the
redeeming blood-drops; but even those
sweet and sad poisons they borrowed
from the body and the ear
th

يقول الفيلسوف الالمانى ليبينزLeibnizأن العقل المحض لا يسعه إلا أن يتصور بإمكانية وجود الشئPossibleأو استحالته Impossibleأو وجوب وجوده Necessary ،والمستحيل هو الذى افتراض وجوده يناقض العقل المحض Pure Reason والعقل فى تصوره لوجود الأشياء من عدمها يستند الى مبدأين : مبدأ العلة الكافية Principle of Sufficient Reason وهو ان ه لابد ان تتوافر علة منطقية كافية تعلل وجود شيئاً على نحو من الانحاء ، اى أنك تتساءل : لماذا يوجد هذاالشئ بالصفة  “س “ وليس بالصفة “ص” أو “ع “ مثلاً ؟. والمبدأ الثانى هو مبدأ عدم التناقض Non Contradiction Principle ،وهو أن الشئ لا يمكن أن يكون موجوداً ومعدوماً بنفس الصفة فى اّنِ واحد .فمثلاً بيضاوية الأرض تحمل علة كافية لوجودها هكذا بيضاوية وفى نفس الوقت فإن فكرة كونها بيضاوية لا يمكن ان تجتمع مع كونها مستوية و اننا إذا افترضنا اجتماعهماجتماعاً متزامناًا وجب التناقض المنطقى  وهذا هو معنى عدم التناقض .

شاعريّة العقاد



أراد العقادُ أنْ يكون شاعراً فيلسوفاً أو فيلسوفاً شاعراً مثلما كان أبوالعلاء والمتنبى فى العربية إذا كان شيوعُ الحكمة فى شعره ينقله إلى مصاف الفلاسفة  الشعراء. لقد أراد العقاد ذلك والدليل من شعره ، اسمع له إذ يقول فى قصيدته “الشعر” :

تُفضى له ألسنُ الدُنيا بما علمتْ           فكأنما هو فى الدنيا سُليمانُ
إنّى عبدتُ الأقانيم التى جمعتْ            مافرقتْه أقانيمٌ وصلبانُ 
لولا القريضُ لكانت وهى فاتنةٌ           خرساءَ ليس لها بالقول تبيانُ
مادام فى الكون رُكنٌ للحياة يُرى         ففى صحائفه للشعرِ ديوانُ
الحبُ والشعُر دينى والحياةُ معاً         دينٌ لعمْرك لاتنفيه أديانُ 
هى الحياةُ جنينُ الحبِ من قدمٍ           لولا التجاذبُ ماضمتْك أكوانُ

لاتعجب أيها القارئُ  المسلمُ وترمى العقاد بالتسيّب فى الدين أو أنه يهرف بما لا يعرف ؛ فتلك فلسفتُه وتلك رؤيتُه للشعر والحب والحياة…..يالها من دقة فى التعبير !! كيف للمرءِ أن يتمثل إحساسَ العقاد لولم يكن مُلماً بالفلسفة اليونانية القديمة.  الأقانيم  جمع  أُقنوم  وهو كلُ ماشخُص وليس له ظلُ وهو، كما يُقال فى المسيحية ، جوهرالله وهو عندهم مُثلثُ ألأقانيم ، أى له ثلاث تعيّنات ؛فلآب والأبن والروح القدس هم الله ولافرق بين الثلاثة وليس هناك ثلاثة شخوص بل هم أقنوم واحد وثلاثة بالتعينات كالشمس يصدر عنها الضوء والحرارة وهما الشمس بعينها .

العقادُ عبدُ الأقانيم التى ألّفت واتفقت عليها كل الملل والطوائف التى فرقتها القساوسة حينما ذهبوا بالمسيحسة الصرفة كل مذهب وانقسمت إلى اثنين وسبعين شعبة . ليس أحدُ مهما كان يختلف على حبه وتقديسه للحياة والحب والشعر وهم بمثابة الأقانيم التى لا تنفصل ؛ ذلك أنه لولا الحب ماكانت الحياة ، وتلك الفكرة مبثوثة فى الفكر البشرى من لدن أفلا طون وأرسطو مروراً بالمسيحية.  تلك الفكرة ، فكرةُ الحب التى ولدت العالم، مذكورة فى الأناجيل " هكذا الله احب العالم حتى بذل ابنه الوحيد ليخلصه من الشرور والأثام “..وعند أرسطو أن الحياة ماهى إلا حركة والحركة فى الكون قائمة بسب حب العاشق ، وهو الكون، للمعشوق وهو الله ؛ فالله عند أرسطو لم يخلق العالم بل يحركه بغير مماسة وإلا كان الله عرضة للحوادث ، بل يحركه كما يحرك المعشوق عاشقه . فالكون المُتصف بالعجز والنقص والحاجة ،على العكس من الله الكامل،  يتحرك حول المعشوق حباً له .إذن لولا الحبُ ماكانت هناك حركة ولولا الحركة ماكانت هناك حياة ؛ فلأن هناك عشق بين الخالق والكون كانت هناك حركة توحى بالإنسجام بين أجزاء الكون من جهة وبينها وبين معشوقها من جهة أخرى .وفى التجاذب بين أفلاك الكون دليل حسى على الحب والإنسجام الذى عكسه التنافر والتدابر وهذا يُصدّقه الواقع المُحَسُّ .فأنت عندما تعشق شخصاً فإنك لم تكد تلمحه حتى تُقبل عليه بنفسك أولاً ثم ببدنك ثانياً فتحتضنه وكأنما صرتما إثنين فى واحد ، وعلى النقيض فلو كنت تبغضه إذن  لدابرتَه ووليّت عنه وولّى عنك ، ذلك لأن العشقُ حُبٌ دليلُه التعشق وهو فى اللغة دخول الشئ فى الشئ حتى يصيرا كأنما واحد وماهما بواحد والكره دليله المادى التنافر وهو عكس التجاذب .ولك أن تتصور أن جاذبية الكون قد ضاعت ، ماذا يتبقى من الكون ؟! إذاً هو الدمار والخراب .أنظر إلى عمق العقاد وكيف يجمع بين اللاهوت المسيحى العميق ورؤيتهم لذات الله وبين التفلسف القديم وبين فيزياء التجاذب وصياغة كل ذلك فى قالب دقيق من الشعر !

إذن فالحياة وُلدت من رحم الحب الألهى الذى أخرج الوجود من ذل وفاقة العدم  حُباً فيه فبادله الكون حباً بحب فتحركت نفس الكون شوقاً إلى الله تماماً كما تتحرك نفسك ويتبعها بدنك – ربما غير شعورياً- شوقاً إلى معشوقك إذا مر فى الطريق .والشعر بدوره تعبير صادق عن علاقات الموجودات بعضها ببعض .والشعر نفثات الشعور والنفس الأنسانية وهو أسبق من الفكر .فهو موضوعات حُب وبغض وأمانى ومخاوف البشر ، وليس قصارى الشعر أن يُشبه لك الأشياء بعضها ببعض ، بل ينقل أحاسيس الشاعر اتجاه الأشياء ويطبع صورة فى مخيلتك مثل تلك التى فى مخيلة الشاعر .الشاعر الحقُ هو من يخلع على الجمادات من أحاسيسه مايجعلها تعجّ بالحياة .الحياة ،مجرد الحياة ، عند العقاد ، متعةٌ أيّما متعة للعقل والشعور الإنسانى ، ولكن الشاعر ينفعل برؤية الأشياء وهى تنفعل له فكأنما تبوح له فهو يستنطقها .لقد كان داود النبى وسليمان يسمعان تسبيح الجبال والطير لله وكانت هى تردد وراء أو مع داود ، تلك الجمادات ليس موات بل فيه درجة من درجات الحياة والشعور .فعندما يستنطق الشاعر تلك الجمادات والعجماوات من الحيوان ويخلع عليها من شعوره فكأنما هو داود وسليمان حقيقةً. ومادامت هناك حياة فلابد أن يكون هناك شعر إذ هو ترجمان الحياة التى هى شعور الإنسان من حب وبغض ويأس وامل الخ…

                                             ..يُمكنك أن ترى : ملحمة ترجمة شيطان للعقاد
Enhanced by Zemanta