الثلاثاء، 23 أكتوبر 2012

أراء فلسفية

ينتمى القديس توما الأكوينى Thomas Aquinas إلى طائفة الدومنيكان Dominican وهو كان يلقب بالفيلسوف ألإلهى  ، والفرق بين الدومنيكان والفرلنسسكان هو أن الطائفة الأولى تؤمن بأن نشوء العلم والقوانين الأخلاقية التى تحكمه والإنسجام بين أجزائه إنما نجم ليس عن حرية الله فى أن يخلق أو لا يخلق ، وإنما لزم لزوماًضرورياً عن خيريته .فالله ،مادام خيراً محضاً والخيرية فيه تسبق إرادة الشر ، لزم منه أن يبدع تاخلق ويخرجه من حيز الإمكان الى حيز الوجود الفعلى .وكأن الله ، لو أراد أن يبدع عالماً غير الموجود بحيث تتلاشى فيه الخيرية ، ما استطاع  ؛ ذلك أن طبيعته خيرية ، فالعالم فاض بالضرورة عن خيريته وليس عن إرادته .وعلى النقيض ، فإن دون سكوتDuns scotus ينسب القانون الأخلاقى والخلق إلى إرادة الله وحدها.فى أواخر القرن السادس عشر بدأت عملية انفصال الفلسفة عن الدين ، بعد أن كانت فى القرون الوسطى خادمة الدين The handmaiden of philosophy ، فبدأ مايسمى بعلمنة الفلسفة The secularization of philosophy ، فتولى أمرها وعمل بها رجال من خارج الكنيسة Laymen أمثال بيكون Bacon وليبينزLehbeniz وديكارتDescartes .أما أولهم ، فقد وضع نواة لإنشاء الجمعية الملكية The royal society of London الذى كان لوك   lock ونيتونNewton أعضائها ، وأسس Colbertأكاديمية العلوم فى فرنسا The Academy of Science ، وأسس ليبنز أكاديمية برلين Academy of Berlinالذى كان أول رئيساً لها.هؤلاء الفلا سفة نبذوا سلطان أرسطو والكنيسة والتمدرس فى الفلسفةScholasticism .أماعن أرسطوا ،فقد علمنا مدى نفوذأراءه داخل الكنيسة وكيف أن القيس توما الإكوينى اتخذ من أراءه أرضية لتدعيم اللاهوت المسيحى فى قضايا قدم العالم والمحرك الأول وغيرها ، وكيف أن أراء جاليليو فى سرعة سقوط الأجسام الثقيلة والخفيفة قد تم نبذها من قبل الأوساط العلمية والكنسية لا لشئ إلا لأنها خالفت أراء الفيلسوف الملهم أرسطوا !!وهذ هو الذى دفع بيكون فى تأليفه لكتابه المنهج الجديد The New Organumأن نيبذ أصنام الشهرة ونبدأ فى تجريب العالم الطبيعى .أما عن سلطان الكنيسة ،فاننى أدعو القارئ أن يقيس إلى قضية حرق الفيلسوف الإيطالى برونوGordiano Brunoالتى قضت محكمة التفتيش الإيطالية The Italian Institutionبهرطقته ومروقه من الدين لا لجريرة ارتكبها غير نشره وايمانه العلمى بأراء كوبرنيكوس فى أن الأرض ليس مركزاً للكون بل مجرد تابع تدور حول الشمس !! وأننى لأعجب وأنا أخط تلك الكلمات من سلطات الكنيسة على الضمائر والأجسام وكيف أن هذا الفكر قد حكم لقرون عديدة!! كيف يابرونو تنزع عن الأرض هيبتها وتقول انها ليس مركز الكون ؟! إنك إذاً لتنزع عنا نحن كهان الدين هيبتنا ! السنا نحن يابرونو نقول أن البابا هو ظل الإله فى الأرض !!أتكذبنا يابرونو ونحن نقول بان الأرض مركز الكون وأن القدس ، مدينة الرب ، تقع مباشرة تحت عرش الرب ؟!!إنك إذاً يابرونو تستحق نار الدنيا قبل نار الأخره ، لابد أن تحرق قبل أن تنزع عنا سلطان الروح والجسد الذى نمارسه على العامة !……اننى أكاد اسمع ضمائر المحكّمين وهى تخدع نفسها وتخال انها تحافظ على التدين  ، وأنا أعتقد أن علمنة الدول فى أوربا كان لها الحق فى ذلك وأنا أتعاطف مع كل من نبذوا المسيحية فى أوربا وتخلوا تماماً عن الدين ؛لأنهم فى الحقيقة لم ينبذوا فكرة وجود الإله ذاتها بل وجود إله مثل هذا الذى كان فى القرون الوسطى .وحقيقةً فقد اُستعمل الدين أبشع استغلال فى القرون الوسطى ، فقد كان أداة لالبتذاذ ضمائر الناس وأموالهم على السواء ، واننى أختلف مع ماركس فى أن يكون الدين ذاته افيون الشعوب  وأتفق معه فىأن استغلال الدين وليس الدين بذاته هو أفيون الشعوب ؛فالمبضع نافع لو استخدمه الطبيب فى إزالة الألم وقد يستخدمه شرير فى القتل .

إن بيكون هومؤسس الفلسفة المادية الحسية الحديثة فى العالم وإنما ذهب به تلامذته وبأرائه أكثر مما أراد هو نفسه ، فهو لم ينكر قيمة العقل المحض Pure Reasonولا الخيال ولا الإيمان وإنما دعا إلى التزاوج بين المنطق العقلى والتجربة الحسية ، فقد قال “إننى أعتقد اننى وحدت بين المنهج التجريبى والمنهج العقلى الذى يؤدى الفصل بينهما إلى ضررِ بالغ بالعلم والبشرية “Ibelieve I have united the empiric method and the rational method the divorce of which is fatal to science and humanity “ومن تلامذة بيكون الذين تطرفو ا فى ماديتهم اوبزHobbes وهو مادى صرف لا يؤمن إلا بخبرة الحس  ، فليس هناك قانون أخلاقى مطلق ينسحب حكمه على كل الأفعال الإنسانية بشكل مطلق ، وإنما ما يلذ الحس هو خير وما ينافيه هو شر  ،لذا فالإنسانيعمل من اجل إرضاء حسه ومنع عكس ذلك وله الحق فىأن يحفظ لنفسه القدر الذى يريده من السعادة ولكن ذلك ، طبقاً لهوبز ،يُنافى نفعية المجموع ومن هنا نتجت الوضع الإجتماعى Social Stateبدلاً من الحالة الطبيعية البدوية الأولى Natural Stateومن هنا جاءت الدولة التى تحمى الناس من بعضهم البعض مقابل ان يتنازل االناس للحاكم عن بعض حقوقهم الأولى مقابل حفظ باقى الحقوق. وطالما أن طبيعة المرء أنه يسعى لجلب أكبر قسط من اللذة الحسية لنفسه ولو على حساب المجموع وطالما أن الوضع الاجتماعى الجديد ينظم التعامل البشرى ويحد من عدوان فئة على أخرى  ، فإن غرائز الأفراد مازالت مقيدة مكبوتة Restrainedإذن فهى فى حاجة إلى سلطة مستبدة Absolute monarch is true of governmen. وطبقاً لهوبز أيضاً ، فإن انتقال الحكم من الملك إلى ورثته الشرعيين أمرُ مقرر وغير قابل للجدل لن نشوء الحكومة الولى جاء بوعد Promise قد أعطى للحاكم من جانب المحكوميين الذى ارتقى بدوره إلى التزام أخلاقى moral obligation لذا ، فلا يحق للمحكوميين أن يخرجوا على الحاكم بسب ذلك الإلتزام الأخلاقى وانما المخرج الوحيد للشعوب هو تثقيف وتنوير الناس حتى ينتجوا بانفسهم حكماً ديمقراطياً.هذه النظرة لهوبز فى الحكم هى التى قال بها جون لوكjhonLock فى مقالته “العقد الإجتماعى “Social Contractغير أن الأخير يختلف مع هوبزفى أن الإلتزام الأخلاقى لا ينسحب إلى مالا نهاية  وإنما يسقط ذلك الالتزام فى حالة إذا لم ينزل الحاكم على رغبة المجموع  ، فيحق للمحكومين حينئذِ أن يثوروا على الحكم القائم  وأن  يستبدلوه  باخر بحيث يحقق  طموحاتهم .إن هوبز هو الذى شرع للإستبداد فى عصر تشارلز الأول ملك بريطانيا  ،لذلك حينما قامت ثورة البرلمان ومناصريه من المططهرين وتم إعدام شرل الأول على يد أوليفر كرومويلOliver Cromwell ، تم نفيه هو وولى العهد شارل الثانى الى فرنسا.لقد أصبح اسم هوبز فى عصره علماً على اللادين والتهتك الأخلاقى  فطالما أن الانسان معيار أخلاقه ، إذن  فليأتى ما يشاء من الأفعال ، والأمر كما قال نيتشه بأن ليس هناك ضمير مطلق أو رقيب أعلى على الأخلاق  ، ليس هنلك دين لي

س هناك ربُ.إنما الضمير، وهو الرقيب الصارم الداخلى الذى هو مستقل عن نفعية الأعمال والذى هو مطلق وواحد لدى كل البشر ، هو من اختراع الفئة الضعيفة الماكرةالذين اخترعواالمسيحية استبقاءاً لحكمهم العاجز فى وجه السلطة الغاشمة الماديةالتى تقدس المادة ..وأنا أعتقد أن أراء نيتشه هى رد فعل عنيف لفساد تعاليم المسيحية  ،وهو عندى معذور فى تطرفه لأن المسيحية تحض على الرهبنة والعدمية فهى نقيض الحياة ، لذلك فينتشه وغيره  جاءوا  كرد فعل عنيف لديانة قد افسدوها القساوسة والباباوات فشذوا بها عن نداء الفطرة السليمة فنبذها المفكرون .ويتضح لنا راى نتشه أكثر لوعلمنا عن حياته من أنه كان ضعيف البنية يعانى من صداع مزمن وألم فى العينين وضعف القدرة الجنسية فيحرم من مُتع كان ينغمس فيها غيره ثم يأتى الدين ويبارك ضعفه وألامه بل ويحض عليه . إن رد فعل نيتشه هو نبذا الفكر الذى يدعو إلى العدمية وإلى إنكار الذات وإلى نبذ الحياة وهو عنده تجسد فى المسيحية. يقول نيتشه  فى كتابه هكذا يتحدث زرادشت : إن المرضى والفانين هم الذين احتقروا الأررض  والجسد واخترعوا العالم السماوى وقطرات الدم المخلصة للبشر  ، غير أن ذلك الدم الفداء الطاهر مشتق منالأرض والجسد المحتقرين “ إنهم وعاظ الموت Preachers of death 

The sick and perishing--it was they who
despised the body and the earth, and
invented the heavenly world, and the
redeeming blood-drops; but even those
sweet and sad poisons they borrowed
from the body and the ear
th

يقول الفيلسوف الالمانى ليبينزLeibnizأن العقل المحض لا يسعه إلا أن يتصور بإمكانية وجود الشئPossibleأو استحالته Impossibleأو وجوب وجوده Necessary ،والمستحيل هو الذى افتراض وجوده يناقض العقل المحض Pure Reason والعقل فى تصوره لوجود الأشياء من عدمها يستند الى مبدأين : مبدأ العلة الكافية Principle of Sufficient Reason وهو ان ه لابد ان تتوافر علة منطقية كافية تعلل وجود شيئاً على نحو من الانحاء ، اى أنك تتساءل : لماذا يوجد هذاالشئ بالصفة  “س “ وليس بالصفة “ص” أو “ع “ مثلاً ؟. والمبدأ الثانى هو مبدأ عدم التناقض Non Contradiction Principle ،وهو أن الشئ لا يمكن أن يكون موجوداً ومعدوماً بنفس الصفة فى اّنِ واحد .فمثلاً بيضاوية الأرض تحمل علة كافية لوجودها هكذا بيضاوية وفى نفس الوقت فإن فكرة كونها بيضاوية لا يمكن ان تجتمع مع كونها مستوية و اننا إذا افترضنا اجتماعهماجتماعاً متزامناًا وجب التناقض المنطقى  وهذا هو معنى عدم التناقض .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق