الخميس، 25 أبريل 2013

نهاية الحياة

                                              
Supernova
       لقد ذكر القرآن الكريم أنّ الشمس ستُكوّر والبحار ستُسجّر والجبال ستُسيّر، وكلُّ ذلك يؤيّده التنبؤات العلميّة الفلكيّة الدقيقة لعُلماء الغرب. فالنظريّة الفلكيّة الدقيقة تقول بأنّ ما مضى من عمر نجمنا الشمس يبلغ  5 بلايين سنة، وذلك تمّ حسابه بمعرفة الكميّة الكليّة لذرات الهيدروجين (H21 ) ومعرفة معدل تحول تلك الذرات إلى ذرات الهليوم ( He42 (. وقدّ علموا أيضاً أنّها ستستمرّ فى الإشعاع لفترة خمس بلايين سنة قادمة.
       ولكن، ما الذى سوف يحدث عندما تنقضى تلك المدّة وتنفذ كمية الهيدروجين من لب نجمنا الشمس؟ وهذا السؤال يُمكن الإجابة عنه نظريّاً عن طريق الملاحظة العمليّة لنظائر نجمنا الشمسى فى أطوارها المُختلفة. و ذلك الجانب العملى الذى يرتكز على مُلاحظة الأطوار الإرتقائيّة للنجوم عبر التاريخ البشرى لا يُمكن أن يعتمد فقط على مُلاحظات ما قبل التاريخ البشرى وما بعده فقط ؛ لأنّ ذلك التاريخ بأسره لا يُمثّل سوى لمحة قصيرة جداً فى عُمر الشموس.لذا، فجانب الملاحظة يعتمد على مُراقبة النجوم ، وليس نجماً واحداً ،فى أطوارها المُختلفة ثمّ نطبق ما لاحطناه على نجمنا الشمسى فى مجرة درب التبانة. وإنّه لمن المعلوم أنّه كُلّما كبُر حجم النجم وكلّما زاد ضوؤه لمعاناً، زاد استنفاده لمادة طاقته بسرعة أكبر من تلك النجوم صغار الحجم وقليلي الضوء أو خافتيه، وأنّه قُدّر أنّ كلّ نجوم درب اللّبانة نشأت من 5 بلايين سنة مضت وكذلك نجمنا الشمسى. وعلى هذا، فنحن نرصد ونشاهد نجوماً قدّ وصلت من مرحلة  الشيخوخة وهى تُكابدها الآن. وبتلك الطريقة يمننا أن نتنبأ بمُستقبل الشمس قياساً إلى ما شاهدناه من أحوال وأطوار الشموس الأُخرى الأكثر ضخامة من شمسنا. فنحن نشاهد فى السماء شموساً فى مُختلف أطوار العُمر، فمنها فى أطوار الطفولة ومنها فى طور الصبا وأخرى فى شرخ الشباب مثل شمسنا وأُخرى فى طور الشيخوخة.
      ولكن ماذا تقول النظريّة عن مُستقبل الشمس ؟.... تقول النظريّة أنّ الشمس فى منتصف العمر ؛ فقدّ قضت من عُمرها 5 بلايين سنة ومازال هُناك خمسة أُخرى فى المُستقبل. ولكن ، فى المستقبل ، عندما ينفذ مخزون الهيدروجين فى لُبّ الشمس فهُناك العديد من التغيرات التى تطرأ على تركيبها وبنيتها. ولأنّ الوقود الداخلى قدّ تمّ احتراقه  فالنار النوويةNuclear Fire  ستتوزع إلى الخارج على الطبقات الخارجيّة للشمس التى لم تزل لها كمّات من الهيدروجين لم تحترق بعد. ولذا، فسيبدأ قرصُ الشمس فى التمدّد ويحصل لها تمدّد وانفجار هائل وتسمّى لذلك ب" النجم الأعظم Supernova  "، وستزداد تدريجيّاً كميّة الإشعاع والحرارة الصادرة عن ذلك التمدّدExpansion  وينجم عن ذلك انخفاض حرارة سطح الشمس من 6000 درجة مئوية إلى النصف وسيتحول قرص الشمس من الأبيض إلى الأحمرFrom White hot to Red hot . ذلك التمدد سيبتلع الكواكب الداخليّة، عطارد والزهرة ، وربّما يأتى على الأرض، وحتّى إذا لم يأتى عليها فستغلى مياه المُحيطات والبحار من قرب الشمس وتمددها، وستنصهر الجبال وذلك مذكور فى القرآن الكريم( إذا البحارُ سُجّرت _ وإذا الجبال سُيّرت ). وذلك التمدد والذى يُمثل نزعة الموت للشمس The Sun's Agony of Death   سيستغرق 100 مليون سنة ، وهو نزعٌ مُلائم المُدّة بالقياس إلى عُمرالشمس المتطاول.
        هذا هو الجانب النظرى، فهل هُناك من مُلاحظة عمليّة قياسيّة تُعضّد ذلك ؟... نعم وزيادة ، فهناك من النجوم الضخام ما يُسمى فى عُرف الفلكيين المُحدثين بالعمالقة الحُمرThe Red Giants  مثل نجم قلب العقرب Antares و منكب الجوزاء Betelgeuse   اللذين يلمعان فى السماء كمصبحين أحمرين وهما الآن فى طور السيخوخة. هذان النجمان يقذفن  بموادهما الغازيّة إلى خارج لبّهما على شكل كرات ضخمة حمراءوهذا ما سيحدث مع الشمس بعد خمس بلايين سنة. وسيحدث أن يحصل للشمس ما يعرف بال"Supernova " وهو الإنفجار الشمسى الأعظم، وذلك نتيجة لإستنفاذ كميّة الهيدروجين ، ممّا يقذف بغازتها إلى الخارج فى الفضاء الفسيح ، فتشعّ الشمس ضوءاً وحرارة لم يسبق لها فى تاريخها ، ثمّ بعد عامٍ أو عامين ستخبو النرلن، وما يتبقى من النجم يصير جسماً صغير الحجم شديد الكثافة قليل الإضاءة فيُسمّى لذلك بالقزم الأبيض White Dwarf  
         وتلك الأطوار فى حياة النجوم تُرى وتُلاحظ فى مجرة درب التبانة فى النجوم التى لم تبرد بعدُ وتظلم. وما سيحدث للأرض بعد 5 بلايين سنة هو أنّ الحرارة النجمة عن الإنفجار الأعظم للشمس ستُصهر الكواكب وربما ستدفعهم خارج المجموعة الشمسيّة فتُفقد الكواكبُ فى الفضاء وتبرد وتتجمد. ثمّ أنّه بعدما تنقضى قوّة الإنفجار لن يتبقى من الشموس والكواكب سوى أجسام مُتجمدة؛ لأنّ درجة الحرارة سسناقص إلى ما تحت الصفر. ويقول الشاعر روبرت فروست أنّ من الناس من يقول أنّ العالم سينتهى مُحترقاً ، ومنهم من يقول أنّه سينتهى مُتجمداًSome say the world will end in fire,
Some say in ice.
، وأنا أقول أنّه سينتهى بكليهما .

Enhanced by Zemanta

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق