الاثنين، 8 أبريل 2013

ما أنواع التقاويم ؟

World Calendar

 التقويم نظام وضعه الإنسان لتحديد الوقت، ملبياً بذلك حاجته في تنظيم شؤون حياته، وفي تأريخ الحوادث التي تهمه. ويرتكز هذا النظام على تقسيم الوقت بالاستفادة من دوران الأرض حول الشمس (التقاويم الشمسية) أو من دوران القمر حول الأرض (التقاويم القمرية)، أو من هذين الدورانين معاً.
التقاويم الشمسية
تدور الأرض حول محورها كما تدور حول الشمس، وتسمى الفترة الزمنية التي تتم فيها الأرض دورة واحدة حول محورها يوماً؛ وتحدّد هذه الفترة بالمدة ما بين مرور الشمس بخط الزوال العلوي ومرورها فيه ثانية (وهذا ما يسمى باليوم الشمسي الحقيقي). إلا أن اليوم الشمسي الحقيقي ليس واحداً في المكان الواحد طول السنة إلا الأماكن التي تقع على خط الاستواء؛ ولذلك يلجأ الفلكيون إلى حساب متوسط الأيام الشمسية، ويسمى هذا المتوسط اليوم الشمسي الوسطي؛ وقد قسِّم هذا اليوم إلى أربع وعشرين ساعة. وأما المدة الزمنية التي تستغرقها الشمس لتتم دورة كاملة في حركتها الظاهرية في الفضاء مبتدئة من نقطة معينة من بروجها إلى أن تعود إلى هذه النقطة، فتسمى سنة شمسية. ولما كانت هذه الفترة ليست ثابتة، فلقد تمّ اللجوء إلى حساب عدد أيام متوسط هذه السنوات الشمسية فكان 365 يوماً و5 ساعات و48 دقيقة و 47.5 ثانية أو 365.242216 يوماً وسطياً. وعلى هذا إذا عُدّت السنة 365 يوماً فقط، فإن الكسر 0.242216 يتراكم مع مرور الزمن وتصبح شهور الصيف في الشتاء وشهور الشتاء في الصيف. ولذلك اضطر الإنسان إلى إجراء عدة تعديلات لمعالجة هذا الكسر نشأ عنها عدة تقاويم تقسم كل سنة شمسية إلى 12 قسماً يسمى كل منها شهراً. ويساوي الشهر الشمسي المتوسط 30.436851 يوماً، أي 30 يوماً و10 ساعات و29 دقيقة و 3.9 ثانية.
1ـ التقويم الروماني:
 ينسب هذا التقويم إلى رومْيولس مؤسس مدينة رومة، ويبدأ في 1 نيسان (أبريل) سنة 753 ق.م (قبل الميلاد)، ثم عُدِّل هذا التقويم سنة 425 رومانية، وصارت أسماء شهوره: مارس، أبريل، مايو، يونية، كونتيلس Quintilis، سكستيلس Sextilis، سبتمبر، أكتوبر، نوفمبر، ديسمبر، يناير، فبراير. وكان عدد أيام كل شهر منها 29-30 يوماً على التناوب، أي إن عدد أيام السنة 354 يوماً. ولذلك فلقد أمر نوما ثاني ملوك رومة أن يضاف كل سنتين شهر طوله 22 و23يوماً على التناوب.
2ـ التقويم اليولياني:
 في سنة 46 ق.م أمر يوليوس قيصر بإجراء تعديل على التقويم الروماني حيث جعل أول يناير سنة 709 رومانية مبدأ للتقويم (ويوافق هذا التاريخ أول يناير سنة 45 ق.م)، وجعل الشهور الفردية الترتيب 31 يوماً والزوجية 30 يوماً عدا شهر فبراير فكان 29 يوماً في بعض السنين و30 يوماً في بعضها الآخر (السنين الكبيسة). وفي سنة 44 ق.م سمي شهر كونتيلس شهر يوليه تخليداً لذكر يوليوس. ولما جاء خلفه أغسطس سنة 8 ق.م، سمي شهر سكستيلس شهر أغسطس، وجُعل 31 يوماً بدلاً من 30 يوماً كي لا يكون شهر يوليه أطول من شهر أغسطس. ولتعديل ذلك عُدّل شهر فبراير فصار 28 يوماً في السنة البسيطة و29 يوماً في السنة الكبيسة. وفي سنة 1079 رومانية (370 يوليانية أو 325 ميلادية) قام المجلس النيقاوي بأمر من الامبراطور الروماني قسطنطين في مدينة نيقيا، بإجراء تصحيح في التقويم بعد أن لوحظ أن الاعتدال الربيعي لم يكن قد حدّد تماماً في زمن يوليوس.
3ـ التقويم الميلادي:
اقترح الراهب ديونيس إكسيجيوس عام 1285 رومانية (أي بعد 532 سنة من ميلاد المسيح عليه السلام) أن يكون ميلاد السيد المسيح مبدأ للتاريخ. ولما كان هذا الميلاد، كما يرى ديونيس، عام 754 رومانية، عدّ أول يناير عام 754 مبدأ للتاريخ الميلادي، وكان ذلك يوم السبت. ينتج عن ذلك أن التاريخ الروماني يزيد على التاريخ الميلادي 753 سنة.
4ـ التقويم الجريجوري:
 أمر البابا الثالث عشر (جريجور) برصد الاعتدال الربيعي سنة 1582م فوجده في 11 مارس، وهذا يعني أن هناك تراكم خطأ قدره عشرة أيام حصل ما بين عامي 325م و1582م سببه أن السنة بحسب التقويم اليولياني هي 365.25 يوماً في حين أن السنة الشمسية الوسطى هي 365.242216 يوماً، فالأولى تزيد على الثانية 11 دقيقة و14 ثانية. ولإصلاح هذا الخطأ تم تعديل تاريخ يوم الجمعة 5 أكتوبر عام 1582م ليصبح 15 أكتوبر من العام نفسه، كما تقرر عدّ السنين المئوية بسيطة ما لم تكن قابلة للقسمة على 400 فتبقى كبيسة. وعلى هذا فإن الأعوام 1500، 1700، 1800 بسيطة في التقويم الغريغوري وتبقى الأعوام 1600، 2000، 2400 كبيسة. ومع هذا الإصلاح فإنه مازال هناك خطأ يقدر بيوم واحد كل 3300 سنة. ويطلق على التقويم الغريغوري التقويم الغربي، وهو المتبع لدى الطوائف الغربية، وأما التقويم اليولياني فمازال متبعاً لدى بعض الطوائف الشرقية. ولما كان التقويم الشرقي متأخراً عن الغربي عشرة أيام في عام 1582، فإن تأخره قد ازداد يوماً واحداً في الأعوام 1700، 1800، 1900 000 فصار 11، 12، 13، 000 يوماً على الترتيب.
 5ـ تقويم الاسكندر:
 ويطلق عليه أيضاً التقويم السرياني أو التقويم اليوناني أو تاريخ ذي القرنين؛ ويبدأ هذا التقويم يوم الإثنين الأول من تشرين الأول (اكتوبر) سنة 312 ق.م، فهو متقدم على التاريخ الميلادي 311 سنة وثلاثة أشهر. والسنة في هذا التقويم 12 شهراً مجموع أيامها 365 يوماً للسنة البسيطة و366 يوماً للسنة الكبيسة. وأسماء هذه الشهور هي تشرين الأول، تشرين الثاني، كانون الأول، كانون الثاني، شباط، آذار، نيسان، أيار، حزيران، تموز، آب، أيلول. وأول سنة كبيسة في هذا التقويم هي السنة الثالثة وبعدها السابعة وهكذا. إن السنة الاسكندرية مشابهة للسنة الرومانية باستثناء أن أول شهور السنة الاسكندرية هو شهر تشرين الأول.
 6ـ التقويم المصري القديم:
أدرك المصريون القدماء ضرورة استخدام سنة مدنية تحتوي عدداً صحيحاً من الأيام، وتكون قريبة من السنة الشمسية. ولم يُعرف حتى الآن السنة الأولى التي وُضع فيها التقويم المصري؛ إلا أن هناك أقوالاً تظهر أن بداية التقويم المصري القديم كان في سنة 4241 ق.م على وجه التقريب. وتقسم السنة إلى اثني عشر شهراً يحتوي كل منها على 30 يوماً. وأما الأيام الخمسة الباقية من السنة الشمسية فقد أضافوها إلى نهاية السنة وأطلقوا عليها اسم اللواحق.
 7ـ التقويم القبطي:
 ويعتمد هذا التقويم على التقويم المصري القديم. والسنة فيه 365.25 يوماً وتقسم إلى 12 شهراً في كل منها 30 يوماً وتضاف للسنة البسيطة خمسة أيام وللكبيسة ستة أيام وتسمى أيام النسيء. وفي كل 4 سنين سنة كبيسة واحدة، وأول يوم في السنة القبطية الأولى هو يوم الجمعة 29 آب (أغسطس) سنة 284 ميلادية يوليانية. ففي ذلك اليوم قَتَل الإمبراطور دقلديانوس خلقاً كثيراً من أقباط مصر فسموا حكمه عصر الشهداء، وجعلوا مبدأ حكمه أول تاريخهم. وأسماء الشهور القبطية هي أسماء الشهور المصرية التي وضعت في عهد الفرس وهي مشتقة من أسماء الآلهة أو الأعياد، وهذه الأشهر هي توت، بابه، هاتور، كيهك، طوبه، أمشير، برمهات، برمودة، بشنس، بؤونة، آبيب، مسرى.
8ـ التقويم الفارسي:
 ينسب هذا التقويم ليزد جرد شهريار آخر ملوك آل ساسان بفارس، ويبدأ يوم الثلاثاء 16 حزيران (يونية) سنة 632 يوليانة الموافق 22 ربيع الأول سنة 11 هجرية. ويضاف خمسة أيام بين الشهرين الثامن والتاسع، وأسماء الشهور هي: فروردين، اردي بهشت، خرداذ، تير، مردان، شهرير، مهر، آبان، آذر، دي، بهمن، اسفندارنر.
9ـ التقويم العبري:
 والشهرفيه نوعان قمري ومدني، وطول الشهر القمري 29 يوماً و12 ساعة و44 دقيقة ، وطول الشهر المدني 30 يوماً و29 يوماً على التناوب. والسنة في التقويم العبري شمسية. وللتوفيق بين السنة الشمسية والشهور القمرية استخدمت السنوات الكبيسة. والسنة العبرية المدنية على أنواع ستة: سنة بسيطة معتدلة وطولها 354 يوماً، وسنة بسيطة زائدة وطولها 355 يوماً أو سنة بسيطة ناقصة وطولها 353 يوماً، وسنة كبيسة معتدلة وطولها 384 يوماً، وسنة كبيسة ناقصة وطولها 383 يوماً، وسنة كبيسة زائدة وطولها 385 يوماً. وقد حدد رجل الدين هيلل Hillel مبدأ التاريخ العبري يوم الإثنين 7 أكتوبر (تشرين الأول) سنة 3761 ق.م. وأسماء الشهور العبرية هي تشري، مرحشوان، كسلو، طبت، شباط، آذار، آذار الثاني (وهو شهر كبيس)، نيسان، أيار، سيوان، تموز، آب، أيلول.
التقاويم القمرية: 
الشهر القمري هو الفترة الزمنية بين اجتماعين متتاليين للشمس والقمر (بين محاق والذي يليه)، وهو يقدر وسطياً بـ 29 يوماً و12 ساعة و24 دقيقة و3 ثانية تقريباً أي 29.530586 يوماً تقريباً. أما السنة القمرية، وهي 12 شهراً قمرياً، فتقدر بـ 354.367056 يوماً، أي 354 يوماً و8 ساعات و48 دقيقة، وهي إما بسيطة (354 يوماً) أو كبيسة (355 يوماً)، وهي بهذا تساوي 50 أسبوعاً كاملاً و4 أيام أو 5 أيام بحسب تكون السنة بسيطة أو كبيسة. وفي كل ثلاثين سنة قمرية 11 سنة كبيسة. واتفق الفلكيون على عدّ السنوات 2، 5، 7، 10، 13، 16، 18، 21، 24، 26، 29 هي السنوات الكبيسة في الثلاثين سنة. وهذا يعني أنه لمعرفة ما إن كانت سنة ما كبيسة أو بسيطة يكفي أن يؤخذ باقي قسمة تاريخ هذه السنة على 30، فإن كان أحد الأعداد 2، 5، 7 000 المذكورة، هذه السنة كبيسة وإلا فهي بسيطة. وأما اليوم الزائد في السنة الكبيسة فيضاف إلى آخر شهر في السنة القمرية فيصير 30 يوماً بدلاً من 29 يوماً، علماً بأن عدد أيام الأشهر الفردية محرم، ربيع الأول، جمادى الأولى، رجب، رمضان، ذو القعدة (30) يوماً والأشهر الزوجية صفر، ربيع الثاني، جمادى الآخرة، شعبان، شوال، ذو الحجة (29) يوماً. ومع ما تقوم به السنوات الكبيسة من تصحيح، فإن المعدل الوسطي للسنة الهجرية يصير3/11×354 يوماً =354.3666، وهذا يختلف عن السنة القمرية الوسطية بـ 0.00039 يوماً في كل سنة. ولكن هذا الفرق يؤدي إلى اختلاف قدره يوم واحد في أكثر من ألفي سنة.
التقويم الهجري:
كان العرب قبل الإسلام يستعملون السنة القمرية، وكان في هذه السنة 12 شهراً قمرياً تضبط من رؤية الهلال إلى رؤيته ثانية في كل شهر، ولم يكن للعرب مبدأ ثابت يؤرخون به حوادثهم. لقد أرخوا في أول الأمر بالسنة التي بنى فيها إبراهيم عليه السلام الكعبة، وكان ذلك نحو 1855 ق.م، ثم اتخذ العرب انهيار سد مأرب مبدأ لتاريخهم وكان ذلك نحو عام 120 ق.م، كما استخدم العرب تواريخ أخرى منها موت كعب بن لؤي الجد السابع للرسول محمدe، وكان ذلك في عام 60م، ورئاسة عمرو بن لحي سنة 260م، وعام الفيل سنة 571م وتجديد بناء الكعبة سنة 605م. أما التقويم الهجري فقد وضع في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان ذلك يوم الأربعاء في 21 جمادى الآخرة سنة 17هـ، إذ تعدّ السنة التي حدثت فيها الهجرة من مكة إلى المدينة السنة الأولى للهجرة، وتبدأ السنة الهجرية بشهر المحرم أول الشهور العربية منذ زمن قديم، علماً بأن وصول الرسول إلى المدينة كان في اليوم الثامن من شهر ربيع الأول (السنة الأولى للهجرة). ويصادف 1 المحرم السنة الأولى الهجرية يوم الخميس 15 تموز بالتقويم اليوليافي و18 تموز بالتقويم الغريغوري، علماً بأن بعض الفلكيين يجرون حساباتهم على أساس بدء السنة الهجرية هو يوم الجمعة 16 تموز يولياني و19 تموز جريجوري.

Enhanced by Zemanta

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق