الثلاثاء، 16 أبريل 2013

رابندرانات طاغور: مواطنٌ عالمى


نشأة طاغور : 
Rabindranath Tagore
Cover of Rabindranath Tagore
رابندرانات طاغور(1861 - 1941) Rabindranath Tagore شاعر وكاتب مسرحي وروائي وفيلسوف هندي. ولد في مدينة كلكتا وتوفي في ضاحيتها شانتينِكيتان Shantiniketan. يتحدر طاغور من أسرة إقطاعية مرفهة مثقفة ومنفتحة على الفكر الجديد. كان والده رئيس طائفة دينية جديدة في البنغال هي البراهموساماج Brahmo Samáj التي أحيت الأصول التوحيدية الواردة في التعاليم اللاهوتية الهندوسية «أوبانيشاد» Upánishad. وكان من بين إخوته الرسام والموسيقار والفيلسوف، وتعد أخته سفارنا كوماريSafárna Kumári أول روائية بنغالية. تلقى تعليماً غير منتظم في اللغتين البنغالية والإنكليزية، إلى أن سافر، وهو في السابعة عشرة من عمره، إلى لندن لدراسة الحقوق، لكنه قطع دراسته وعاد ليدير شؤون بعض أراضي العائلة، مما أدى إلى احتكاكه بقضايا الفقر والمرض والجهل وتأثير الاستعمار البريطاني في حاضر الشعب الهندي ومستقبله.

أدب طاغور:
وقد مُنح جائزة نوبل للأدب سنة 1913م و أصبحت أنشودته التي صاغها للمؤتمر الوطني الهندي السلامَ الوطنيَّ للهند. كما أصبحت أنشودته الأخرى آمار سونار بانْغَلا (بنغالي الذهبي) السلام الجمهوري لبنغلادش. وتظل كبرياء طاغور وقوة شخصيته وحيوية فنه مصدر إلهام للشعب البنغالي. وقد خبا التقدير العالمي لعبقريته بعد موته. ولكن شهرته بزغت مرة أخرى فيما بعد في الدول الغربية نتيجة الترجمات الجديدة والدقيقة لعمله. كتب طاغور باللغة البنغالية. وتقع قصائده المجموعة، وقصصه، ورواياته ومسرحياته ومقالاته في26 مجلدًا، وقد ألف أيضًا أكثر من 2,000 أنشودة. حاول طاغور في كل أعماله أن يعبر عن الروح العُلوية الشعرية التي استلهمها من الطبيعة. وقد حاول أيضًا أن يتفهم عامل المجتمع والتاريخ. كما استخدم العديد من الأنواع الأدبية والفنية، من شعر وكتب بالسنسْكِرِيتِيَّة (لغة الهند القديمة) إلى النثر القصصي الغربي. وقد انتقد بعضُ المعلقين المحافظين تجاربه الجريئة مع الأساليب والأشكال الجديدة. على الرغم من أنه قد كتب جميع أعماله بلغته الأم البنجابية، وقد ترجمت معظم أعماله إلى كثير من لغات العالم، بما فيها العربية. وهو كاتب غزير الإنتاج، يبدع في مختلف الأجناس الأدبية إلى جانب الدراسات الفلسفية. فمجموعاته الشعرية تزيد على الخمسين، ومن أبرزها «المثالي» (1890) Manási و«القارب الذهبي» (1894) Sonár Tári و«باقة من الأغاني» (1914) Gitimálya و« طيران الغرانيق» (1916)  Baláka.تمتاز لغته الشعرية بموسيقيتها وبغنى صورها وتنوعها، ولكن بعيداً عن أي غموض أو إبهام، مما ساعد على انتشارها وحفظها. ومن أهم رواياته الكثيرة «غورا» (1910) Gora و«الوطن ـ العالم» (1916) Gháre – Baire و«تقاطع التيارات» (1929) Yoga yog التي أضافت الكثير من التجديدات إلى فن النثر البنغالي. وبفضل مسرحياته الأربع والعشرين يعد طاغور شخصية عالمية مهمة، فهوعلى عمق معرفته بخصائص المسرح الغربي كان إلهامه الرئيسي المسرح السنسكريتي القديم والمسرح الشعبي البنغالي، بما له من جاذبية كبيرة ناتجة من مزجه بين الخيال الجامح والواقعية، وولعه بالرقص والغناء والتمثيل الإيمائي، مع صوفية عميقة تنم عن روحانية شفيفة..

عالمية طاغور :
أحب وطنه وعمل بلا كلل من أجل تقدمه، ولكنه لم يكن وطنيًا ضيق الأفق قط. وقد فهم الوطنية بوصفها أحد الأسباب الرئيسية للحرب. وقد كره الحكم الاستعماري البريطاني في الهند. ولكنه كان يؤمن بأن الهند يجب أن تستفيد من أفضل ما في الحضارة الغربية. وفي بداية القرن العشرين قرر اللورد كِرزْون حاكم الهند تقسيم البنغال إلى مقاطعتين منفصلتين، وقد أثار الأمر حركة تدعو إلى مقاطعة السلع البريطانية. وكان طاغور يمنحها التأييد بالخطب والأناشيد الوطنية. ولكنه انسحب عندما تسببت الحركة في هجمات بالقنابل ضد البريطانيين وإلى شغب بين الهندوس والمسلمين. وفي 1919م احتج على قتل جنود الجنرال دَيَر للعُزل من الناس في آمْرِتْسْار وعبر عن ذلك بإعادة لقب الفارس الذي منحه البريطانيون له. وكانت صداقته مع القائد الهندي موهنداس غاندي معقدة. فقد اعترف بأهميته بخلع لقب مهاتما عليه، والذي يعني الروح العظيم، ولكنه خشي أن يكون غاندي قد أطلق العنان لقوى لا يمكن السيطرة عليها في الهند. يعد طاغور أحد أبرز أدباء الهند المُحْدَثين، تنم دراسات طاغور الفلسفية مثل «ديانة الإنسان» (1930) The Religion of Mankind و«سادهانا» (1932) Sadhánaعن إيمان الشاعر بالإنسان وقوة روحه بغض النظر عن اختلاف اللون أو الدين أو المرتبة الاجتماعية، فدعا من هذا المنطلق إلى اتحاد الهنود كافة، على اختلاف انتماءاتهم، للوقوف في وجه الاستعمار البريطاني، لا عن طريق العنف والسلاح، بل بالأسلوب السلمي الذي دعا إليه ومارسه صديقه غاندي. وإلى جانب هذا الموقف الوطني انتقد طاغور النظام الإقطاعي اللاإنساني ونظام الطبقات الاجتماعية المغلقة الذي يقف حائلاً دون تطور المجتمع الهندي، ووقف إلى جانب طبقة المنبوذين المجردة من حقوقها الإنسانية والمدنية كافة. وفي الوقت نفسه كتب طاغور عدداً من المقالات التي شذب فيها النازية والفاشية والحروب العرقية. كما قام بزيارات ودية وعلمية إلى عدد كبير من دول العالم مثل إنكلترا وألمانيا وفرنسا والاتحاد السوڤييتي (سابقاً) والولايات المتحدة والصين واليابان للاطلاع على ثقافات الآخرين بغية تحقيق التفاهم والتقارب بين الشعوب، كي يسود السلام والعدل.






Enhanced by Zemanta

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق