السبت، 6 أبريل 2013

أدولف هتلر

       

وُلد أدولف هتلر فى 30 أبريل عام 1945 ، وهو قائد حزب العُمال الوطنى الإشتراكى وزعيم ألمانيا النازيّة  لخمس سنوات من 1933 الى 1945 ، وهى الفترة  التى كان يشغل فيها منصب مُستشار ألمانيا ورئيس حكومة الدولة. لقد كان هتلر خطيباً مُفوهاً ويتمتع بجاذبيّة قويّة وحضور شخصى طاغى لا يخفى عن أحد. ويُعدّ هتلر من أبرز الشخصيّات اللامعة فى القرن العشرين، ويُنسب له الفضل فى انتشار من ديوان الحرب العالميّة الأولى ، وتسييد الالة العسكريّة الألمانيّة التى قهرت أوربا. فسياسة هتلر أفضت الى نشوء الحرب العالميّة  الثانية ودمار أوربا بعد أن أشعل فتيلُها بغزوه لبولاندا. وبسقوط العاصمة برلين فى نهاية الحرب العالميّة الثانية أقدم هتلر على نفسه وعشيقته إيفابراون فى قبو من أقبية برلين، بينا كانت برلين غارقة فى بحرٍ من الدمار.

ميلاد هتلر ومنشأه:
وُلد أدولف هتلر   فى 20 ابريل 1889لأمٍ تُدعى  كلارا هتلر ولأبٍ كان يُدعى لويس وهو موظف جمارك صغير وهو فى الاصل لقيطٌ مجهول النسب. وكان لأدولف خمسة أشقاء وشقيقات  ولم يعش من بين الستّة الّا أدولف  وشقيقته " بولا". كان أدولف مُتعلقاً بوالدته وشديد الخلاف مع والده وهذا ما يُعضدّه ذكره فى كتابه "كفاحى" من أنّه لم يكن يُكنّ الغحترام لوالده الذى كان يُعارض بشدة انخراط ابنه أدولف فى الفنون الجميلة ، إذ أنّ والده كان يُريده أن يلتحق بالقطاع العام كموظف. تميّز هتلر بالذكاء فى صبوّته ، إلاّ أنّه كان مُتقلب عصبىّ المِزاج ، وقد تأثر كثيراً بالمُحاضرات  التى كان يُلقيها الدكتور "ليبولد بوتش" التى كانت مُعادية للساميّة والمُمجدة للقوميّة الألمانيّة.



ميونيخ وفيينا:
فى يناير 1903 مات والدُ أدولف ثم لحقت به والدته فى ديسمبر 1907 وكان هتلر قد بلغ آنذاك الثامنة عشر، ثم قرّر الرحيلب الى فيينا ليُصبح مُصوّراً رسّاماً. توفّر هتلر على رسم المشاهد الطبيّعيّة  والبيوت مُقابل أجر يسير، وكانت الحكومة تصرف له راتباً  لكونه صغيراً وبلا مُعيل، وتمّ رفضه من قِبل مدرسة فيينا للفنون الجميلة مرتين وتوقفت وإعانته الماليّة من الحكومة. وفى فيينا تأثر أدولف كثيراً بالفكر المُناهض للساميّة نتيجة لوجود اليهود بكثرة فى تلك المدينة، وتنامى الحقدُ والكراهية لهم، وقدّ سجّل هتلر فى مُذكراته قدر ما كان يحمله من امتعاض  اتجاه التواجد اليهودى ى ألمانيا عموماً. وفى عام 1903 انتقل أدولف هتلر الى مدينة ميونخ لتفادى التجنيد الإلزامى، وكان يتمنى أن يستقرّ  فى ألمانيا بدلاً من الإقامة  فى الإمبراطوريّة المجريّة النمساويّة لعدم وجود أعراق مُتعدّدة كما كان الحال فى  الإمبراطوريّة النمساوية، وقدّ تمّ  القبضُ عليه من قُبل الجيش الألمانى  وبعد إجراء  الفحوصات الطبيّة لاختبار لياقته البدنيّة للخدمة العسكريّة تبيّن أنّه غيْر لائق صحيّاً.

فى الحرب العالميّة الأُولى:
تطوع هتلر بعد اندلاع الحرب العالميّة الأُولى فى صفوف الجيش " البافارىBavarian "  وعمِلَ كساعى بريد، فى الوقت الذى كان الكل يتهرب من تلك المهنة، ويفضل الجنود البقاء فى خنادقهم بدلاً من التعرض لنيران العدو عند نقل المُراسلات العسكريّة. وعلى الرغم من تميّز آداء هتلر المُتميز والشجاع فى العسكريّة ، إلّا أنّه لم يرتقِ المراتب  العُليا فى الجيش، وتُروى الشائعات بأنّ تحليلاً نفسيّاً عُملِ له ويروى التقرير أنّه مُضطرب عقلياً وغيْر مؤهل لقيلدة جمع من الجنود. وخلال الحرب كوّن  نما فى هتلر إحساساً وطنيّاً عارماً اتجاه ألمانيا رغم أوراقه الثبوتيّة النمساويّة ، وقد صُعق أيّما صعقة عندما استسلم الجيش الألمانى فى الحرب العالميّة الأولى لإعتقاد هتلر باستحالة هزيمة هذا الجيش، وأنحى فى ذلك عى الساسة المدنيين فى تكبد تلك الهزيمة.




الحزب النازى:
استمرّ هتلر فى الجيش بنهاية الحرب العالميّة الأولى والذى اقتصر عملُه على قمع الثورات الإشتراكيّة فى ألمانيا، وانضم الرجلُ إلى دورات مُعدة من " إدارة التعليم والدعلية السياسيّة" هدفُها إيجاد كبش الفداء لهزيمة ألمانيا فى لحرب، وبالإضافة  إلى سبب اندلاعها، وتمخضت تلك الإجتماعات عن إلقاء الّائمة على اليهود والشيوعيين والساسة بشكل عام. لم يحتج هتلر لأىّ سببٍ للاقتناع بالسبب الأول لهزيمة الألمان فى الحرب لكُرهه لليهود وأصبح من النشطين للترويج لأسباب هزيمة الألمان فى الحرب. ولقُدرة هتلر الخطابيّة، فقدّ تمّ اختياره للقيام بعمليّة الخطابة بين الجنود ومُحاولة استمالتهم لرأيه لبغض اليهود. وفى سبتمبر 1919 انضم هتلر الى "حزب العمال الألمان الوطنى" ، وفى مُذكرة كتبها لرئيسه فى الحزب يقول فيه : "يجب أن نقضى على الحقوق المُتاحة لليهود بصورة قانونيّة، مما يعمل على إزالتهم من حولنا بل رجعة". وفى عام 1920 تمّتسريح هتلر من الجيش  فتفرغ للعمل الحزبى كليّةً الى أن تزعّم الحزب وغيّر اسمه الى حزب " العمال الألمان الاشتراكى الوطنى" ، أو " نازى" باختصار، واتخذ الحزب الصليب المعقوف شعاراً له وتينى التحيّة الرومانيّة التى تتمثلّ فى مد الذراع الى الأمام.















الحزب الحاكم:

بتبوء هتلر أعلى لمراتب السياسيّة فى ألمانيا بلا دعم شعبى عارم عمل الرجل على كسب الود الشعبى من طريق وسائل الإعلام التى كانت تحت السيطرة المُباشرة للحزب النازى الحاكم ، وخصوصاً الدكتور" جوزيف غويلز". فقدّ روّجتْ أجهزة الإعلام لهتلر على أنّه  المُخلص لألمانيا من الكساد الإقتصادى والحركات الشيوعيّة، إضافةً إلى الخطر اليهودى. ومن لم تُجدى معه الوسائل " السلميّة " فى الإقناع بأهليّة هتلر فى قيادة هذه الأُمة، كان البوليس السرّى " جيستابو " ومعسكرات الإبادة  والتهجير القسريّ  كفيلاً بإقناعه، ووبتنامى الأصوات المُعارضة لأفكار هتلر السياسيّة عمل هتلر الى  التصفيّات السياسيّة للأصوات التى كانت تُخالفه الرأى ، وأوكل تلك المهمة للمُلازم " هملر". وبعد وفاة رئيس الدولة " هيندينبريغ " عام 1934 دمج هتلر مهامه السياسيّة بوصفه مستشارٍلألمانيا ورئيس الدولة، وتمت الموافقة عليه من برلمان جمهوريّة " فيمار" ، وندم اليهود كلّ الندم لعدم مُغادرتهم ألمانيا قبل عام 1935 عندما صدر قانون يحرم أىّ يهودى ألمانى حقّ المواطنة الألمانيّة  عِوضاً عن فصلهم من أعمالهم الحكوميّة  ومحالهم التجاريّة ، وتحتّم على كلّ يهودى ارتداء نجمة صفراء علا ملابسه، وغادر، بسب تلك الإجراءات حوالى 180.000 يهودى ألمانى. وشهدتْ فترة حكم الحزب النازى لألمانيا انتعاشاً اقتصاديّاً مقطوع النظير،و انتعشت الصناعة الألمانيّة انتعاشاً لم يترك مواطناً بلا عمل. وتمّ تحديث السكك الحديديّة والشوارع وعشرات الجسور مما جعل شعبيّة  الزعيم النازى هتلى ترتفع إلى عنان السماء. وفى مارس 1932 تنصّل هتلر من " مُعاهدة فرساى " التى حسمتْ الحرب العالميّة الأُولى، وعمل على إحياء العمل بالتجنيد الإلزامىّ، وكان يرمى إلى تشييد جيْشٍ قوىّ مسنودٍ بطيرانٍ وبحريّة قويّة الى أقصى حدّ ممكن، وفى الوقت نفسه إيجاد فرص عمل للشباب الألمانى. وعاود هتلر خرق اتفاقيّة فرساى مرّة أُخرى عندما احتلّ المنطقة المنزوعة من السلاح " أرض الراين " ، ولم يتحرك الإنجليز ولا الفرنسيون تجاه انتهاكات هتلر. ولعل الحرب ال؟أهليّة الأسبانيّة كانت المحك للألة الألمانيّة العسكريّة الحديثة  عندما خرق هتلر مُعاهدة فرساى  مراراً وتكراراً، وقام بإرسال قوات ألمانيّة لأسبانيا لمُناصرة " فرانسيسكو فرانكو " الثائر على الحكومة الأسبانيّة. تحالف هتلر فى 25 أكتوبر 1936 مع الفاشى موسولينى الزعيم الإيطالى ، واتسع التحالف ليشمل اليابان، هنجاريا، رومانيا، وبلغاريا بما يُعرف بحُلفاء المحور، وفى 5 نوفمبر 1937 عقد هتلر اجتماعاً سريّاً فى مُستشاريّة الرايخ، وأبان عن خُطته السريّة فى توسيع رُقعة الأُمة الألمانيّة الجغرافيّة. وقام هتلر بالضغط على النمسا  للإتحاد معه،  وسار فى شوارع فيينا بعد الإتحاد كاطاووس مزهواً بالنصر القادم، وعقب فيينا عمل هتلر على تصعيد الأمور بخصوص مُقاطعة  " ساديتلاند " التشيكيّة والتى كان أهلُها ينطقون بلألمانيّة، ورضخ الإنكليز والفرنسيّون لمطالبه لتجنب  افتعال حرب ما.  وبتراخى وتهاون الدولتين، استطاع هتلر أن يصل الى العاصمة التشيكيّة فى "براغ " فى 10 مارس 1939 ، وبعده قرّر الإنجليز والفرنسيّون عد التنازل عن الأراضى التى مُنحت لبولاندا بموجب مُعاهدة فرساى ، ولكن القوى الغربيّة فشلتْ فى التحالف مع  الإتحاد  السوفيتّى، و اهتبل هتلر الخلاف الغربى السوفيتى و عقد مُعاهدة " عدم اعتداء " بين ألمانيا والإتحاد السوفيتى مع ستالين فى 23 أغسطس 1939، ثم غزا هتلر بولاندا فى 1 سبتمبر 1939 فلم تجد الأُمتان سوى إعلان الحرب عل ألمانيا.

انتصارات مُتتالية:
بعدما غزت ألمانيا بولاندا وتقاسماتها مع الإتحاد السوفيتى، أدارت آلتها العسكريّة تجاه الغرب فغزت هولاندا ، بللجيكا، ولوكسمبورج وقد انهارت فرنسا فى خلال ستة أسابيع، وفى  ابريل 1941 غزا الألمان يوغسلافيا واليونان، وفى الوقت نفسه كانت القوات الألمانيّة فى طريقها إلى شمال أفريقيا وتحديداً مصر.  وفى تحول مُفاجئ اتجهتْ القوات الألمانيّة اتجاه روسيا فغزته  لتنقض بذلك صريح اتفاقيّة عدم الإعتداء، واحتلّت ثلث الأراضى الروسيّة من القارة الأوربيّة، وبدأت تُشكّل تهديداً قويّاً للعاصمة الروسيّة موسكو، وبتدنّى درجات الحرارة فى فصل الشتاء، توقفت القوات الألمانيّة عن القيام بعمليات عسكريّة فى الأراضى الروسيّة، ومعاودة العمليّات العسكريّة فى فصل الصيف فى موقعة "ستالينجراد " التى كانت أول هزيمة يتكبدها الألمان  فى الحرب العالميّة الثانية، وقدّ هزم الإنجليز القوات الألمانيّة فى فى مال أفريقيا فى معركة العلمين، ومنعت قوات هتلر من السيطرة على قناة السويس و الشرق الأوسط.
النهاية :
إنّ الإنتصارات المُتلاحقة التى حقّقها هتلر  فى بداية الخرب العالميّة الثانية، وبالتحديد الفترة المُمتدّة من 1939 الى 1942 جعلت منه رجل الإستراتيجيّة الأوحد فى ألمانيا ورمته بداء الغرور، وإحجامه عن الإنصات للآخرين، أو حتّى تقبل الأخبار السيّئة  وإنْ كانت صحيّحة، فخسارةُ ألمانيا فى معركة ستالينجراد والعلمين وسوء الأوضاع الإقتصاديّة الألمانيّة وإعلانه الحرب على الولايات المُتحدة فى 11 ديسمبر 1941 أنذرتْ بهزيمته لا محال. فمواجهة أعظم إمبراطوريّة (الإمبراطوريّة الببرطانيّة)  وأكبر أمة ( الإتحاد السوفياتى) وأضخم آلة صناعيّة واقتصاديّة ( الولايات المُتحدة) لا شكّ  يتولّد عن قرار فردى لا يعبأ بلغة العقل وقراءة الواقع السياسى. فى 1943 تمّت الإطاحة بحليف هتلر الأُوربى ( موسولينى ) وزادت ضراوة الروس فى تحرير أراضيهم المُغتصبة، وراهن هتلر على بقاء أُوربا الغربيّة فى يده، ولم يُلقى بالاً للتقدّم الروسى الشرقى، فتمكن الحُلفاء فى 6 يونيو 1944 من الوصول الى الشواطئ الشماليّة الفرنسيّة، وتمكن أيضاً  الحلفاء فى ديسمبر من نفس العام من إخلاء الأراضى الروسيّة من آخر جُندى ألمانى. ولقد سقط الرايخ الثالث (  أىّ الأمبراطوريّة اللالمانيّة الثالثة ) نتيجة الإنتصارات الغربيّة ، إلّا أنّ عناد هتلر أطال من أمد الحرب لرغبته فى خوضها لآخر جُندى ألمانى ، وفى نزاعه الأخير رفض هتلر حكم العقل واصرار مُعاونيه على الفرار الى بافاريا أو النمسا. وعند قدوم القوات الروسيّة الى أبواب مدينة برلين ، قام هتلر وعشيقته إيفا براون بالإنتحار فى 1 مايو 1945 لينتهى بذلك شبح الحرب العالميىة الثانية.

معشوقات هتلر:
في كتابها الجديد الذي يحمل عنوان «حياة ايفا براون المفقودة» تقدم المؤلفة انجيلا لامبرت صياغة جديدة عن عشيقات هتلر فتقول: "في العام 1929 كانت ايفا براون فتاة رائعة الجمال وكانت تبلغ من العمر 17 عاما، كانت ساذجة لكنها كانت مفعمة بالطموح، وكانت تنتمي الى اسرة كاثوليكية بافارية محترمة, كانت تشعر بجاذبيتها عند الرجال وكانت قد بدأت للتو أول عمل لها في احد محلات التصوير الفوتوغرافي في الحي البوهيمي في مدينة ميونيخ, وفي احد ايام شهر اكتوبر من ذلك العام دخل ادولف هتلر حياتها. وفي وقت لاحق روت ايفا لاختها ايلزي ما حدث في ذلك اليوم قائلة: «كنت فوق سلم خشبي ابحث عن بعض الملفات التي كانت موضوعة فوق احد ارفف خزانة الملفات، وفي تلك الاثناء دخل علي المدير ومعه رجل لا اعرف سنه تحديدا وله شارب مضحك، كان يرتدي معطفا انكليزيا طويلا فاتح اللون, وجلسا الى الجانب المقابل لي من الغرفة, وعندما اختلست النظر باتجاههما لاحظت ان ذلك الرجل كان يصوب نظراته نحو ساقي. وتضيف لامبرت في كتابها: «والواقع يمكن القول ان ملامح مصيرهما المستقبلي المأسوي بدأت ترتسم في تلك المقابلة السريعة, فلقد ابدى ذلك الضيف الغريب اهتماما فوريا وفعليا بتلك الفتاة الجميلة التي رآها على السلم, وتقول براون في مذكراتها ان مديرها هنريتش هوفمان كان آنذاك المصور الخاص لهتلر كما كان صديقه وانه قدم اليها هذا الاخير تحت اسم: "ر وول" وهو اللقب الذي كان معروفا به آنذاك قبل ان يتحول هذا الرجل الى الزعيم النازي الذي اصبح فيما بعد اداة العقاب الالهي لها ـ ولباقي البشرية ـ ويبدو ان كان لذلك الضيف تأثير فوري. فلقد قررت ايفا منذ تلك اللحظة ان تتزوجه بينما كان هو مصمماً انذاك على ان يبقى عازبا ومن دون انجاب، لكنه لم يكن ليسمح لها في المقابل بان تذهب في حال سبيلها. لم تكن ايفا العشيقة الاولى لهتلر، فقد سبقتها الى ذلك ابنة اخته جيلي روبال التي شاركته الفراش وتركت امها البيت من اجله, ولم يقتصر الامر على العلاقة الجنسية المحرمة بل حاولت بعدها جيلي ان تهرب متخذة لها عشاق اخرين فما كان من هتلر الا ان حاول خنقها بدافع الغيرة, وكانت تلك بمثابة قصة ثورية من قصص"الجميلة والوحش". وفي العام 1931 وبعد ان ادركت جيلي ان هتلر لم يكن ليتزوجها ولا حتى يتركها تتزوج من غيره اطلقت النار على نفسها, كان الامر يبدو كخدعة وحامت الشكوك على هذه الحادثة، لكن لم يكن هناك اي دليل يثبت تلك الشكوك, الا ان الحزن العميق سيطر عليه بعد مقتلها فبقيت غرفتها بمثابة المعبد في منزله حتى نهاية اجله". وتكتب لامبرت: " ايفا وجدت ذلك فرصة سانحة امامها لتضميد جراح الفوهرر المصدوم, وبالفعل اصبحا عشيقين في غضون اسابيع قليلة بعد لقائهما الاول, بعدها دخلت ايفا في منافسة محمومة عندما استلطف هتلر يونيتي ميتفورد التي غازلت روح التكبر فيه واستغلها هتلر لتأسر ضيوفه في برلين قبل فترة الحرب, لكنها كانت غير مؤهلة لتكون منافسة لايفا بسبب عدم توازنها كما انها كانت انكليزية, اما ماغدا غوبلز فقد بنت لنفسها مكانة عالية لتصبح مضيفة لهتلر في وقت كان هو في حاجة ماسة الى الترفيه, وكانت ايفا تبقى دائما خلف الكواليس خلال المناسبات الرسمية, والواقع انها كانت تشعر بنوع من الاذلال لعدم السماح لها بمقابلة الشخصيات المشهورة التي كانت تتردد على هتلر، امثال دوق ودوقه ويندسور, كانوا يصفونها من وراء ظهرها في بيرهوف ـ مسقط رأس هتلر ـ بـ «البقرة السخيفة» ولم يكن اعضاء القيادة النازية يستلطفونها". وتقول انجيلا لامبرت في كتابها حياة ايفا براون المفقودة: «ورغم الاشاعات التي لا حصر لها لم يكن هناك اي دليل على ان هتلر كان شاذا جنسيا, ومع ذلك فقد عرف عنه انه كان شديد الحياء كالفتاة العذراء عندما كان في الثلاثينات من عمره, كانت هذه العلاقة تختلف عن علاقة هتلر بابنة اخته فلم تكن علاقة آثمة بل كانت تتم بالموافقة الشديدة, ويبقى من اللافت للنظر ان جميع النساء ذوات الاهمية في حياة هتلر اقدمن على الانتحار بدءا من محاولة الانتحار الفاشلة التي اقدمت عليها وليفته الاولى ميمي ريتر، تبعها انتحار جيلي ثم يونيتي (التي اطلقت النار على نفسها في اليوم نفسه الذي اعلنت فيه بلدها بريطانيا الحرب)، وفي النهاية رأت ايفا ما ارضاها عندما قام هتلر امامها بطرد غريمتها الهستيرية ماغدا غوبلز قبيل اقدامهما على الانتحار المزدوج بدقائق."  واضافت: «لكن الشيء الذي لم يعرفه كثيرون هو ان ايفا حاولت الانتحار مرتين: مرة في نوفمبر عام 1932 عندما اطلقت النار على رقبتها لكنها اخطأت التصويب نحو العنق فنجت، والمرة الثانية كانت في العام 1935 واستخدمت تلك المرة كمية كبيرة من الحبوب المنومة, وكان سبب محاولة الانتحار في المرتين هو اهمال هتلر لها, وبرغم انه كان ينتظر منها ان تتخلى عن عملها وكل ما كانت تحلم به من الزواج او الانجاب الا انه لم يكن يراها الا ربما مرة كل ثلاثة او اربعة اسابيع, وخلال فترة غيابه عنها لم يكن يكتب لها او يهاتفها في الغالب, وقبيل اقدامها على محاولة الانتحار الثانية كتبت ايفا في رسالة انتحارها: «تمنيت لو لم تقع عيناي عليه مطلقا". وتقول لامبرت: «رغم كل التعاسة التي عاشتها فقد كرست ايفا بالفعل حياتها من اجله (اي هتلر) وعندما تزوجا اخيرا رأت ان كل ما كانت تسعى اليه قد تحقق لمدة 36 ساعة فقط وحملت لقب مسز هتلر رغم ان زوجها استمر في مناداتها بلقب الانسة براون"


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق