الأحد، 7 أبريل 2013

لمحة عن تاريخ " الهندسة "

                                                
يُقال أنّ "الحاجة سيّدةُ الإختراع" ، وينطبق هذا القول على نشوء علم الهندسة، إذ أنّها قد بدأتْ لتسدّ الحاجة العمليّة لقياس الأشكال. فكلمة "الهندسةGeometry " يُردُ أصلُها الى الكلمتين اليونانيّتين "Geo"  وهى تعنى الأرض وكلمة "Meter"  وهى تعنى القياس، ويُقال أنّ أول من قاس الأرض هم الفراعنة عندما احتاج فرعونٌ أن يفرض الضرائب على زارعى الحبوب بطول وادى النيل، فلم يجد ذلك الفرعون سوى أن يأمر مُساعديه بقياس مساحة الأرض المزروعة تقدير كمية ما قد تمّ زرعه. ومن البديهى أنّ الفراعنة بعد عام 2900 قبل ميلاد المسيح كانوا قدّ ألمّوا بالهندسة  بالقدر الذى يُمكنهم من بناء الأهرامات التى تتآلف من قاعدة مُربعة  وأوجه مُثلثة الأشكال.  وترجع أول صيغة رياضيّة لحساب مساحة المُثلث  إلى 2000 قبل الميلاد، وقدّ طوّر المصريون القُدماء (5000 - 500 قبل الميلاد) والبابليّون (4000 - 500 قبل الميلاد) الهندسة بغرض استعمالها فى حلّ قضايا الزراعة وحساب القياسات الأرضيّة  اليوميّة عندهم، ولم ينشأ دليلٌ على أنّهم استنبطوا قوانين الهندسة من  المبادئ الدبيهيّة والمُسلمات العقليّة البحتة.


 يُقال أنّ طاليس الملطىّ (624 - 547 قبل الميلاد ) هو  الذى نقل علم الهندسة من مصر الفرعونيّة الى اليونان وأنّه أول من برهن على أنّ أضلاع المُثلثات ذات الزوايا المتساوية مُتناسبة دائماً. يُعدُّ فيثاغورث (569 - 475 قبل الميلاد ) أول رياضى يستنبط حقائق الهندسة الخالدة من البديهيّات العقليّة  المنطقيّة الثابتة ، وقدّ كوّن فيثاغورث جماعة الإخوان الفيثاغورثيّين بغرض مُواصلة البحث الدائب وراء حقائق الريلضيّات والفلسفة والعلم.  ومن أهم ما وصلنا من هندسة فيثاغورث نظريته الهندسيّة التى تقول بأنّ حاصل مجموع  مُربع ضلعىّ المُثلث القائم الزاوية يساوى مُربع الوتر القائم على الزاوية القائمة. ثانى الرياضيين بعد فيثاغورث هو اليونانى إقليدس ( 325 -  256قبل الميلاد  ) الذى عاش فى الأسكندريّة فى عصر البطالمة. يُعدُّ إقليدس " أبو  الهندسة الحديثة " حيث أنّه أثّر فى العالم الغربى والشرقى على السواء من خلال رسالته الهندسيّة ( العناصر ) التى تتألف من ثلاثة عشرة كتاب.  ابتأ إقليدس كتابه ذلك  بتحديد ما يُعرف ب"البديهيّات والمُسلمات والتعريفات " ، حيث أورد 5 بديهيّات و5 مُسلّمات و 23 تعريفاً هندسيّاً. فالبديهيّة  هى  الحقائق التى يُسلّم بها العقلُ تسليماً ولا يملك أمامها جدلاً وهى واضحة بذاتها فى العقل الشرى ولا تحتاج منا الى دليل يُثبت صحتها. وبعد ايراد عدّة بديهيّات ، يبدأ اقليدس فى  استنباط منطقى صِرف لقضايا هندسيّة  والتى تصل بالإستنتاج العقلى البحت إلى قوانين هندسيّة. تُعرف تلك العمليّة بالمنهج البديهىّ فى الإستنباط، وهى التى أسّس لها اقليدس فى كتابه " العناصر " والتى تُشكل النواة للهندسة الحديثة والتى ما زالت تُدرّس فى المدارس اليوم. يُعدُّ أرخيميدس السرقوسىّ ( نسبةً الى سرقوسة وهى مدينة فى جنوب شرق جزيرة صقليّة فى البحر المتوسط) والذى عاش ما بين عامىّ 287 الى 212 قبل الميلاد الرياضىّ الأعظم   وعالم الميكانيكا الذى اخترع الكثير من الحيل الميكانيكيّة ومن بينها ما يُعرف اليوم عندنا "بالساقيّة " وهى الآلة المُستخدمة فى رفع المياه من موضعٍ واطئ الى آخرٍ أعلى. من أهم أعماله رسالة فى " قياس الدائرة" وهى تحليلٌ للمساحات الدائريّة الشكل، إضافةً إلى رائعته " عن الشكل ادائرى والإسطوانىّ " التى حدّد فيها مساحات وأحجام  الدوائر والإسطوانات. ظلّ علمُنا بالهندسة والرياضيّات هكذا جامداً إلى أن  فاجأنا رينيه ديكارت (1596 - 1650 بعد الميلاد )برسالته العظيمة " بحثٌ فى  المنهج العقلى الصحيح  الموصل إلى الحقيقة فى العلوم " حيث دمج فيها ديكارت  بين الهندسة والجبر ليخرج لنا بلونٍ جديدٍ من المعرفة الهندسيّة وهى الهندسة التحليليّة والتى تختصّ بوضع الشكل الهندسىّ فى صيغة جبريّة للحصول على معلومات باستخدام المُعادلات الجبريّة. يُعدُّ فريدريك جاوس (1777 - 1855) من أعاظم الرياضييّن على مرّ التاريخ  ضمن أرخيميدس  ونيوتن   إذ أنّه أول من اخترع  هندسة المُنحنيات  وهى هندسة غير إقليديّة، أىّ لا تنطلق من بديهيّات ومسلمات  اقليدس، فمثلاً مُسلمة الخطين التوازى تُسلّم بأن الخطين المُستقيمين  المتوازيين  لا يتقابلان ، إلّا أنّ هندسة المُنحنيات تدحض تلك المُسلّمة ةتُثبت أنّهما يتقابلان، ولذلك استعان أينشتاين بها لتكون الأساس الرياضى  لنظريّته فى النسبيّة العامة التى يثبت فيها انحناء الفضاءCurvature of Space .  قدّم الرياضىّ بينوات مانديلبروات Benoit Mandelbroit عام 1980 هندسته  التى تًسمّى هندسة  الأنماط المُتغيّْرة  فى كتابه " الأنماط المُتغيّرة فى الطبيعة "، وتتعامل هذه النظريّة مع الأشكال ذات الأبعاد المُتغيرة  بحيث يكون الشكل غير مُتمايز  فى المقاييس المُختلفة، وهى تشبه نظرية الفوضى  فى كونها تتعامل مع أنظمة غيْر  نمطيّة خطيّة ، بل أنظمة عالية  التأثر  بالظروف الدقيقة حيث يقود التغير البسيط إلى إختلاف  النظام ككل.

Enhanced by Zemanta

هناك 3 تعليقات:

  1. احصل الان علي افضل خطط الاسعار المميزة المقدمة من مركز النور الذي يعمل علي توفير شروط معادلة كلية الهندسة من خلال اكبري وافضل معادلة كلية الهندسة جامعة القاهرة فهم يعملون علي مساعدة الطلاب في الالتحاق من معادلة كلية الهندسة للدبلومات للالتحاق بالكلية الهندسية

    ردحذف
  2. تواصل الان معنا مع افضل الخصومات العالمية التى تقدمة الشركة الان فى اقل وقت ممكن وباقل الرائعة معادلة هندسة حيث اننانعمل على تقدم افضل الخدمات العالمية الان من معادلة كلية الهندسة الان فى مصر والوطن العربي من افضل معادلة كلية هندسه الان وباقل الاسعار المختلفةو

    ردحذف
  3. معلومات قيمه فعلا

    ردحذف